الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل بولاق الدكرور 79 تهديد بالقطع وقف الرجل يهدد ويتوعد السكان بقطع الماء اذا لم يطيعوا أوامره بتقليل نسب الاستهلاك فى سنين الجفاف التى أطلت برأسها الشعثاء على البلاد .. انتشر العمال كل يحمل مجسه الذى يضع طرفه مقبلا الارض والطرف الاخر يلاصق اذنه ، ويظل يسمع ويسمع ومازال الزن مستمرا حتى باءوا بالفشل فى تحديد موضع الكسر الذى استشرى فى جسم الانابيب الضخمة المآكلة تحت الارض . نادى الرجل العجوز كبير العمال على سكان المائة شارع التى وضعها تحت الاختبار وأمرهم باغلاق صنابير الماء وعدم دخول الحمامات حتى اشعار آخر ..لم يقو الصغار على حبس مافى داخلهم من بقايا فاضطروا الى الدخول ليفرغوا حمولتهم الثقيلة ويكفوا عن البكاء .. يغطى ماء الصغار وبقاياهم أجسلد العمال المنتشرين فى بطون الحفر المتناثرة بطول الشوارع فيهرولون متسلقين الجدران الطينية التى صنعوها ملاصقة لكل الحفر .. يبحث العمال عن ماء نظافة فى المنازل التى خالفت أمر كبيرهم فيستنفذوا الاحتياطى حتى آخر نقطة . يقرر كبير العمال تنفيذ تهديده بالقطع لمدة ثلاثة أيام حتى يتمكن من السيطرة على عماله فلايتركون مواقع عملهم .. يعود العمال الى مواصلة تسمع الزّن الناتج عن تسرب المياه فى الانابيب القديمة المغطاة بالصدأ .. ينطلق الزن الى آذان كل العمال من حاملى المجسات فيصيبها بالتشويش وعدم القدرة على التحديد الدقيق . يتخلى كل عامل عن مجسه ويضع أذنه ملاصقة لأرض المنطقة المحددة له .. تأسى المجسات على فقدانها الحساسية التى تتمتع بها آذان عمال الاستماع .. يطلق كبير العمال فريق القطع الى خارج المدن الكبيرة .. يتجاوز الفريق كل السواتر الترابية ويصل بصعوبة الى المحابس الرئيسية فيدير كل عامل دائرة محبسه الى الداخل حتى تلاصق نقطة الصفر فلاتمر نقطة ماء عبر أى من الانابيب العملاقة التى تغذى المدن والقرى التابعة لها . تبدأ رحلة عودة فرق القطع الى مواقع الحفر الرئيسية ليسند كبير العمال الى كل واحد منهم مهمة أخرى حتى بعودوا الى ممارسة عملهم فى فتح المحابس اذا ماقرر الشيخ الكبير ذلك . يصرخ الصغار فى كل المنازل من شدة العطش فيعلو صوت الامهات مهدهدا ثم معنفا ليكف الصغار عن البكاء .. يرسم صراخ الصغار وأصوات الامهات شبكة هلامية معقدة تؤدى الى عدم فاعلية آذان العمال الذين يبدون التأزم والتبرم من شدة الحيرة .. يرصد كبير العمال ردود فعل عماله فيعلو صوته من خلال مكبرات الصوت المنتشرة عبر شوارع الاختبار المائة ، ويهدد ثانية باطالة فترة القطع من ثلاثة أيام الى خمسة وسيزيد ان لم تكف النساء وصغارهن عن تعطيل مهام آذان عمال الاستماع .. تتمايل المجسات الملقاة على ارض مناطق عمل الحفر طربا من افلاس آذان العمال وتواصل القهقهة فيصدر كبير العمال العجوز قرارا بدفن المجسات الى جوار الانابيب الصدئة المتآكلة لتصيبها العدوى وتتلاشى حتى لايتجاسر أحد على السخرية من عماله وآذانهم الحساسة . ينصاع الصغار وأمهاتهم الى أوامر الرجل العجوز فيلوذون بالصمت كى يواصل عمال الاستماع عملهم بدون جدوى .. تزيد قوة دفع الماء فتزيل من أمامها المحابس الدائرية الكبيرة فى خارج المدن لتنطلق المياه عبر المواسير العملاقة لتغرق عمال الحفر فى خنادق عملهم ، ويهلل الصغار وأمهاتهم لوصول الماء الى الصنابير المفتوحة عن آخرها . يضيع صوت كبير العمال العجوز وسط تهليل الصغار والامهات ولايجدى تهديده فتتسرب المياه المندفعة من داخل المنازل وأسفلها وأعلاها حتى تغرق المدن مع مواصلة العجوز تهديده بالقطع الذى أخذ طريقه الى التلاشى والصمت . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه عمل كمعد وكاتب برامج فى التلفزيون منذ 40 عاما من عام 1977 وحتى الان كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
بولاق الدكرور
79
تهديد بالقطع
وقف الرجل يهدد ويتوعد السكان بقطع الماء اذا لم يطيعوا أوامره بتقليل نسب الاستهلاك فى سنين الجفاف التى أطلت برأسها الشعثاء على البلاد .. انتشر العمال كل يحمل مجسه الذى يضع طرفه مقبلا الارض والطرف الاخر يلاصق اذنه ، ويظل يسمع ويسمع ومازال الزن مستمرا حتى باءوا بالفشل فى تحديد موضع الكسر الذى استشرى فى جسم الانابيب الضخمة المآكلة تحت الارض .
نادى الرجل العجوز كبير العمال على سكان المائة شارع التى وضعها تحت الاختبار وأمرهم باغلاق صنابير الماء وعدم دخول الحمامات حتى اشعار آخر ..لم يقو الصغار على حبس مافى داخلهم من بقايا فاضطروا الى الدخول ليفرغوا حمولتهم الثقيلة ويكفوا عن البكاء .. يغطى ماء الصغار وبقاياهم أجسلد العمال المنتشرين فى بطون الحفر المتناثرة بطول الشوارع فيهرولون متسلقين الجدران الطينية التى صنعوها ملاصقة لكل الحفر .. يبحث العمال عن ماء نظافة فى المنازل التى خالفت أمر كبيرهم فيستنفذوا الاحتياطى حتى آخر نقطة .
يقرر كبير العمال تنفيذ تهديده بالقطع لمدة ثلاثة أيام حتى يتمكن من السيطرة على عماله فلايتركون مواقع عملهم .. يعود العمال الى مواصلة تسمع الزّن الناتج عن تسرب المياه فى الانابيب القديمة المغطاة بالصدأ .. ينطلق الزن الى آذان كل العمال من حاملى المجسات فيصيبها بالتشويش وعدم القدرة على التحديد الدقيق .
يتخلى كل عامل عن مجسه ويضع أذنه ملاصقة لأرض المنطقة المحددة له .. تأسى المجسات على فقدانها الحساسية التى تتمتع بها آذان عمال الاستماع .. يطلق كبير العمال فريق القطع الى خارج المدن الكبيرة .. يتجاوز الفريق كل السواتر الترابية ويصل بصعوبة الى المحابس الرئيسية فيدير كل عامل دائرة محبسه الى الداخل حتى تلاصق نقطة الصفر فلاتمر نقطة ماء عبر أى من الانابيب العملاقة التى تغذى المدن والقرى التابعة لها .
تبدأ رحلة عودة فرق القطع الى مواقع الحفر الرئيسية ليسند كبير العمال الى كل واحد منهم مهمة أخرى حتى بعودوا الى ممارسة عملهم فى فتح المحابس اذا ماقرر الشيخ الكبير ذلك .
يصرخ الصغار فى كل المنازل من شدة العطش فيعلو صوت الامهات مهدهدا ثم معنفا ليكف الصغار عن البكاء .. يرسم صراخ الصغار وأصوات الامهات شبكة هلامية معقدة تؤدى الى عدم فاعلية آذان العمال الذين يبدون التأزم والتبرم من شدة الحيرة  .. يرصد كبير العمال ردود فعل عماله  فيعلو صوته من خلال مكبرات الصوت المنتشرة عبر شوارع الاختبار المائة ، ويهدد ثانية باطالة فترة القطع من ثلاثة أيام الى خمسة وسيزيد ان لم تكف النساء وصغارهن عن تعطيل مهام آذان عمال الاستماع .. تتمايل المجسات الملقاة على ارض مناطق عمل الحفر طربا من افلاس آذان العمال وتواصل القهقهة فيصدر كبير العمال العجوز قرارا بدفن المجسات الى جوار الانابيب الصدئة المتآكلة لتصيبها العدوى وتتلاشى حتى لايتجاسر أحد على السخرية من عماله وآذانهم الحساسة .
ينصاع الصغار وأمهاتهم الى أوامر الرجل العجوز فيلوذون بالصمت كى يواصل عمال الاستماع عملهم بدون جدوى .. تزيد قوة دفع الماء فتزيل من أمامها المحابس الدائرية الكبيرة فى خارج المدن لتنطلق المياه عبر المواسير العملاقة لتغرق عمال الحفر فى خنادق عملهم ، ويهلل الصغار وأمهاتهم لوصول الماء الى الصنابير المفتوحة عن آخرها .
يضيع صوت كبير العمال العجوز وسط تهليل الصغار والامهات ولايجدى تهديده فتتسرب المياه المندفعة من داخل المنازل وأسفلها وأعلاها حتى تغرق المدن مع مواصلة العجوز تهديده بالقطع الذى أخذ طريقه الى التلاشى والصمت .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
عمل كمعد وكاتب برامج فى التلفزيون منذ 40 عاما
من عام 1977 وحتى الان
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق