الخميس، 4 أغسطس 2016

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل 1بولاق الدكرور 16 العوده الى الساحل سار جميل مرهقا يجر نفسه عبر شوارع المدينة .. يسحب عينيه الزائغتين .. يغلقها .. يفتحها .. سنوات من الرخاء .. انتبهوا أيها السادة .. الغول .. يغلقها ويسير . ميدان طلعت .. لايعبأ بالوجوه .. لايشعر بها .. يسير .. يزدرد لعابه أمام الموائد الكثيرة .. يتذكر بافلوف ويمضى . صاحبته خيبة الامل بعد أيام طويلة بحثا عن العمل .. غادره أصدقاؤه .. لم يدق أحد باب غرفته الفقيرة .. ملذ مصاحبة كتبه بعد فصله من العمل .. أحب عزه . كان يعمل كاتبا بالشئون الادارية باحدى الجمعيات الخيرية وطالبا منتسبا يدرس الفلسفة بالجامعة . - ماتفتح ياأخى انت شارب ايه ؟ تأسف جميل للرجل وواصل سيره فى شارع القصر .. ملكت عزه وجدانه وأحبها فى صمت .. يناجيها وهى غير رلغبة فى الافصاح .. تعرب عيوته عن رغبة فى اللقاء .. يود رواية الحب .. ينشده قصيده . تلمع فى عينيه أنوار السيارات الموتورة وتطفئها عوادمها ... تتهادى عربة ابيه يجرها الحمار بمحاذاة بحر التوتيا بالقرب من بندر المديريه .. لايعترض طريقها سوى بقرات أوغنم شرع جميل فى العمل والدرس لينال العيش معها .. لم تمكث فى العمل سوى شهر وداخله يعرفها منذ بعيد .. حبها ثابت وحين تناديه يروح أبعد .. بيت صغير .. طفل جميل .. لم يراوده آخر يتحسس أصابعها وهو وحيد .. يلبسها خاتمه المرزول ويعود جميل الى حظيرة وحدته يناجيها : معك خفّ قيظ حياتى .. ضمنى نسيمك الربيعى .. غنيت الحب وهاانت تتركينى لوحدتى والغربة .. مع الآهات أروى قصة حبى ، وتنطلقين معه تتناجيان .. يعزينى حبى .. يضمك .. ينال الدفىء .. تدق الطبول ، وغرفتى خاليه . أوشكت السيارة أن تسحقه . - ياناس حرام عليكم .. اصحوا يابهايم . عبر تقاطع شارعى شريفون والقصر .. اتكأ على جدران بنك قارون .. نظر أسفله .. سرقت كنوز البنك ، وجيبه ملىء باللاشىء .. تحامل ثانية .. واصل سيره .. تحتويه خيوط حبه وآه عزه . - يسكن اليك .. أسكن الى ذكراك تلهمنى السلوى .. أصافحك .. أشد على يدك وتشدين .. نحلق فوق السحاب ومع الثانية أمضى الى لقائك .. لم اسعى الى أجازتى السنوية الالقرب الامتحان فلعنة الله على الفلسفة والليسانس وغفر الله لوالدى وحماره والعربة .. كنت اسعى اليك يسبقنى الشوق .. تأكلنى النظرات . - طرت فرحا وأول يوم لك فى العمل .. كلفنى المدير تدريبك .. نما حبى .. غمرتنى السعادة .. تصاحبنا النشوة فى سيرنا وخالك من المصلحة الى محطة الاتوبيس .. بارك خالك حبنا .. فى داخلى يقين حبك . - قتلتنى عزه .. كان استمرارى فى العمل من أجلك وتزوجت صاحب البازار القديم .. لم أتغيب لحظة .. دأبت على الحضور مبكرا ونظرات الموظفين تود تحطيم هيكل حبنا . سار جميل مرهقا فى شوارع المدينة .. لم يكتب لحلمه تجاوز الخيال ، ويصر على التمسك به .. يصادقه فى غربته .. يحيا معها .. لن يظل وحيدا .. زاد شحوب وجهه .. انعطف يسارا .. سلك شارع حسن الايمن . - من جوعا .. سار حثيثا . - مت فلاحياة لأمثالك .. بحث مستورد يدرس خصوبة المرأة الريفية .. لقاء القمة بين الروس والامريكان . - سيقتلك الحب .. خطا خطوات ثقيله .. زاغ بصره .. سالت دموعه .. استيقظ ووصوله الى ميدان أم المساكين .. اختفت عن عيونه المآذن الكثيرة .. حمل جسده خلف المسجد .. استقر أمام غرفته .. لفه حالك الظلام .. أخرج مفتاحا صغيرا .. أداره فى الباب دورتين .. القى بجسده يفتح الباب .. انفتح .. انغلق .. تكوّم على سريره البالى .. التقطت يده مفتاح الكهرباء المتدلى الى جواره .. سرى الضوء يمحو ظلمة المكان .. أخرج من كيس بعض الخبز الناشف .. طحنت الضروس ، وماء بحر التوتيا لم يرو الظمأ .. مسّه السامرى . تناول صحفا قديمه قلبها مشمئزا .. ألقاها بعيدا .. لم يقو على خلع ملابسه .. دق الباب .. لم يستطع لوقوف .. ازدادت دقات الباب علوا وسرعة .. ذهب صوته خائرا يأمر الطارق بالدخول .. اندفع الطارق داخلا .. شر على وجهه .. طالب بأجر الغرفة .. استجدى جميل صاحب البيت فى الانتظار فترة ثانية .. انهال الرجل بالشتائم .. غار جميل فى الفراش .. غاب عن الوعى .. استيقظ بعد مغادرة الرجل .. دفن وجهه فى الوسادة .. أصابه دوار .. لفته دوائر لامتناهية تتداخل . دق الباب ثانية .. استيقظ هلعا .. ازدادت دقات قلبه علوا .. أوشك أن يقف .. ترقب .. هزل صوته : ادخل .. دخل الطارق هادئا يبحث فى دفىء .. قابلته عينان فزعة من أسفل أغطية السرير السفرى .. انساب هدوءها .. اغرورقت بالدموع .. ألقى جميل الاغطية واحتضنه الطارق بشدة .. بكى على كتفه .. هدأ جابر من روع ابن عمه ..أخذ جميل يروى وجابر يستمع .. خلفته عزه وراءها .. تم فصله من العمل لانقطاعه الدائم .. مضى الشهر الرابع ولم يرسل مبلغ العشرين درهم الى والده .. حرقت المدينة روحه .. ساحل بحر التوتيالاتزال بكرا كما هى . - زحفت الكهرباء عليها .. الفيديو .. طال ليل فلاحيها. - جزيرتها كما هى ياجابر .. العود أحمد . قرر العودة .. ترك السنة الثالثة فى دراسة الفلسفة ، وجابر لم يتم تعليمه ..كان عون ابيه فى حقله ، زجميل سيكون . أخذ جميل فى نسيان حلمه .. توحد مع عربة ابيه .. يحملها من التراب ماعنّ له آخذا الطريق الى عجنه وحرقه .. عزف جميل عن الاصدقاء .. تقاربت روحه وروح حمار ابيه ، ومازال ينظر الى الساحل الآخر كل صباح .. تنقل المعديات الطلبة الى جامعة بندلر المديرية ، وجميل صديق لحمار ابيه . mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
1بولاق الدكرور
16
العوده الى الساحل

سار جميل مرهقا يجر نفسه عبر شوارع المدينة .. يسحب عينيه الزائغتين .. يغلقها .. يفتحها .. سنوات من الرخاء .. انتبهوا أيها السادة .. الغول .. يغلقها ويسير .
ميدان طلعت .. لايعبأ بالوجوه .. لايشعر بها ..  يسير .. يزدرد لعابه أمام الموائد الكثيرة .. يتذكر بافلوف ويمضى .
صاحبته خيبة الامل بعد أيام طويلة بحثا عن العمل .. غادره أصدقاؤه .. لم يدق أحد باب غرفته الفقيرة .. ملذ مصاحبة كتبه بعد فصله من العمل .. أحب عزه .
كان يعمل كاتبا بالشئون الادارية باحدى الجمعيات الخيرية وطالبا منتسبا يدرس الفلسفة بالجامعة .
- ماتفتح ياأخى انت شارب ايه ؟
تأسف جميل للرجل وواصل سيره فى شارع القصر .. ملكت عزه وجدانه وأحبها فى صمت .. يناجيها وهى غير رلغبة فى الافصاح .. تعرب عيوته عن رغبة فى اللقاء .. يود رواية الحب .. ينشده قصيده .
تلمع فى عينيه أنوار السيارات الموتورة وتطفئها عوادمها ... تتهادى عربة ابيه يجرها الحمار بمحاذاة بحر التوتيا بالقرب من بندر المديريه .. لايعترض طريقها سوى بقرات أوغنم
شرع جميل فى العمل والدرس لينال العيش معها .. لم تمكث فى العمل سوى شهر وداخله يعرفها منذ بعيد .. حبها ثابت وحين تناديه يروح أبعد .. بيت صغير .. طفل جميل .. لم يراوده آخر يتحسس أصابعها وهو وحيد ..  يلبسها خاتمه المرزول ويعود جميل الى حظيرة وحدته يناجيها : معك خفّ قيظ حياتى .. ضمنى نسيمك الربيعى .. غنيت الحب وهاانت تتركينى لوحدتى والغربة .. مع الآهات أروى قصة حبى ، وتنطلقين معه تتناجيان .. يعزينى حبى .. يضمك .. ينال الدفىء .. تدق الطبول ، وغرفتى خاليه .
أوشكت السيارة أن تسحقه .
- ياناس حرام عليكم .. اصحوا يابهايم .
عبر تقاطع شارعى شريفون والقصر .. اتكأ على جدران بنك قارون .. نظر أسفله .. سرقت كنوز البنك ، وجيبه ملىء باللاشىء ..  تحامل ثانية .. واصل سيره .. تحتويه خيوط حبه وآه عزه .
- يسكن اليك .. أسكن الى ذكراك تلهمنى السلوى .. أصافحك .. أشد على يدك وتشدين .. نحلق فوق السحاب ومع الثانية أمضى الى لقائك .. لم اسعى الى أجازتى السنوية الالقرب الامتحان فلعنة الله على الفلسفة والليسانس وغفر الله لوالدى وحماره والعربة .. كنت اسعى اليك يسبقنى الشوق .. تأكلنى النظرات .
- طرت فرحا وأول يوم لك فى العمل .. كلفنى المدير تدريبك .. نما حبى .. غمرتنى السعادة .. تصاحبنا النشوة فى سيرنا وخالك من المصلحة الى محطة الاتوبيس .. بارك خالك حبنا .. فى داخلى يقين حبك .
- قتلتنى عزه .. كان استمرارى فى العمل من أجلك وتزوجت صاحب البازار القديم .. لم أتغيب لحظة .. دأبت على الحضور مبكرا ونظرات الموظفين تود تحطيم هيكل حبنا .
سار جميل مرهقا فى شوارع المدينة .. لم يكتب لحلمه تجاوز الخيال ، ويصر على التمسك به .. يصادقه فى غربته .. يحيا معها .. لن يظل وحيدا .. زاد شحوب وجهه .. انعطف يسارا .. سلك شارع حسن الايمن .
- من جوعا .. سار حثيثا .
- مت فلاحياة لأمثالك ..  بحث مستورد يدرس خصوبة المرأة الريفية .. لقاء القمة بين الروس والامريكان .
- سيقتلك الحب .. خطا خطوات ثقيله .. زاغ بصره .. سالت دموعه .. استيقظ ووصوله الى ميدان أم المساكين .. اختفت عن عيونه المآذن الكثيرة .. حمل جسده خلف المسجد .. استقر أمام غرفته .. لفه حالك الظلام .. أخرج مفتاحا صغيرا .. أداره فى الباب دورتين .. القى بجسده يفتح الباب .. انفتح .. انغلق .. تكوّم على سريره البالى .. التقطت يده مفتاح الكهرباء المتدلى الى جواره .. سرى الضوء يمحو ظلمة المكان .. أخرج من كيس بعض الخبز الناشف .. طحنت الضروس ، وماء بحر التوتيا لم يرو الظمأ .. مسّه السامرى .
تناول صحفا قديمه قلبها مشمئزا .. ألقاها بعيدا .. لم يقو على خلع ملابسه .. دق الباب .. لم يستطع لوقوف .. ازدادت دقات الباب علوا وسرعة .. ذهب صوته خائرا يأمر الطارق بالدخول .. اندفع الطارق داخلا .. شر على وجهه .. طالب بأجر الغرفة .. استجدى جميل صاحب البيت فى الانتظار فترة ثانية .. انهال الرجل بالشتائم .. غار جميل فى الفراش .. غاب عن الوعى .. استيقظ بعد مغادرة الرجل .. دفن وجهه فى الوسادة .. أصابه دوار .. لفته دوائر لامتناهية تتداخل .
دق الباب ثانية .. استيقظ هلعا .. ازدادت دقات قلبه علوا .. أوشك أن يقف .. ترقب ..  هزل صوته : ادخل .. دخل الطارق هادئا يبحث فى دفىء .. قابلته عينان فزعة من أسفل أغطية السرير السفرى .. انساب هدوءها .. اغرورقت بالدموع .. ألقى جميل الاغطية واحتضنه الطارق بشدة .. بكى على كتفه .. هدأ جابر من روع ابن عمه ..أخذ جميل يروى وجابر يستمع .. خلفته عزه وراءها .. تم فصله من العمل لانقطاعه الدائم .. مضى الشهر الرابع ولم يرسل مبلغ العشرين درهم الى والده .. حرقت المدينة روحه .. ساحل بحر التوتيالاتزال بكرا كما هى .
- زحفت الكهرباء عليها .. الفيديو .. طال ليل فلاحيها.
- جزيرتها كما هى ياجابر .. العود أحمد .
قرر العودة .. ترك السنة الثالثة فى دراسة الفلسفة ، وجابر لم يتم تعليمه ..كان عون ابيه فى حقله ، زجميل سيكون .
أخذ جميل فى نسيان حلمه .. توحد مع عربة ابيه ..  يحملها من التراب ماعنّ له آخذا الطريق الى عجنه وحرقه .. عزف جميل عن الاصدقاء .. تقاربت روحه وروح حمار ابيه ، ومازال ينظر الى الساحل الآخر كل صباح .. تنقل المعديات الطلبة الى جامعة بندلر المديرية ، وجميل صديق لحمار ابيه .

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق