من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
1بولاق الدكرور
22
انقطاع التيار
يتقافز بهلول العجل الصغير فى صحن الدار .. تلاعبه ستيته ..
يغافلها منطلقا الى ثدى أمه ويمتص لبنا كثيرا .. تهرول ستيته لتشارك بهلول فى لبن
الام ثم تزيل الروث من تحت البقرة عطية ..
ترسل شمس الشرق اشعتها الساخنة .. تخترق
جدران الزريبة .. تداعب عينى عطيه وابنها طوال اليوم حتى تغرب .
تحمل ستيته البنت البنوت لمبة الجاز نمره عشره .. تدخل الى
المخول .. تضع العليق للبقرة .. تنظر البقرة عطية بطرف عينيها الجميلتين وتهز ذيلها .. تربت البنت البنوت على مؤخرة
البقرة .. تغيّر الماء لها ، وتمسح على جبين بهلول .. تسحب ستيته ضوء اللمبة خلفها
تاركة ظلام الليل يحيط بالصغير وامه .
تطول الليالى .. يكثر اللبن .. تستخلص ستيته وامها الزبد
والجبن .. يبيعانها لعبد العزيز القبانى بجوار الشادر البحرى .. تروى ستيته ظمأها
.. تقتنى الام حاجات اساسية فى جهاز البنت البنوت .
يستدين الحاج سيد أبوستيت بمبلغ حتى يرسل بعضه الى ابنه محمد
بجامعة المديرية فيقرر بيع بهلول الصغير .. يأتى السبت فينزل الحاج سيد بالعجل
الصغير .. يعود بدونه وبجيبه الثمن .
تحزن ستيته ، وتبكى البقرة عطية وليدها .. يجف ضرعها .. ينقطع
تيار اللبن المتدفق .. تناجى ستيته القمر ليلا .
يشحن تاجر المواشى بهلول مع آخرين فى السيارة النقل .. تبدأ
الرحلة ليلا .. يعانى بهلول بعده عن عطيه وستيته .. تخلف السيارة نجع الستايته
والمديرية .. يغمض الصغير عيةنه وسط زحام
الاجساد العفيه .. يتسلل الصباح ملقيا حزم ضوئه .. يلملم الليل ظلامه ويرحل ..
تطرق السيارة أبواب العاصمة .. يوقظ الكبار بهلول الصغير من اهتزاز الاجساد مع كل
مطب صناعى .
يتم تسليم بهلول الى المجزر الاآلى .. يرى المقاصل .. يدخل الى
أعماقه .. لاتمسح ستيته دمعه ، وعطيه حزينه .
يقرر التجار ذبح العجول السمينة فى العيد الكبير بعد شهرين ،
وبهلول لم يسمن بعد .. قارب أجله .
تذبح عجول نجع الستايته الصغيرة .. يرفض الجزارون شراءها ..
عظامها لينة ولحمها قليل .
تأخذ العجول طريقها الى الثلاجات الكبيرة .. تغلق بالمشاجب فى
الممرات الملتوية .. تظل أيام .. ينقطع تيار كهرباء المجزر عدة أيام .. ينفك
المتجمد من اللحوم .. يتعفن .. يتصل المسؤولون بالمجزر بالمسؤولين بالكهرباء ..
يتصل التيار .
أصاب العفن اللحوم .. تم تكييسها .. وزعت بالسعر الاقل ..
اشترى أهل البوابات ربع ربع .. كون العفن مناعته .
تأكل الكلاب الناعمة الكثير من اللحوم .. تموت .. يتصدر
المانشيت فى الصحف الرسمية الصفحة الاولى
يحمل الخبر .. يأتى كبار البياطرة يكشفون على الامعاء .. يجدونها مسممة ..
تحمل كل امرأة جميلة محبة كلبها الوفى والرفيق الوحيد .. تتقدم الموكب الجنائزى
ورتدية زى الحداد .. تودعه فى مقابر الكلاب الرقيقة بأكبر النوادى شهرة .. تصنع له
شاهدا .. تسجل اسمه على الرخام ، وكلمة من الاعماق : الحبيب جوباككى .. الحبيبه
نانى .. اليك يارفيق العمر ياانس الدرب اهدى قبلاتى المعطره .
يحرك أصحاب الكلاب الاجهزة .. تتوالى التحقيقات .. تزور مدام
سوسو الحبيب جوربككى فى نهاية كل اسبوع .. تضع على قبره الورود .. تبكى سوسو
حبيبها بدموع ملّونة بالاسود والازرق .. تبكى ستيته بهلول البطش الشقى بحرقة ..
تجف مآقيها .. يأسى الجزارون على جثث الكلاب الرقيقة التى ضاعت هباءا ، ويلعنون
انقطاع التيار وعجول نجع الستايته المسممه .
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش
المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق