من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
بولاق الدكرور
77
الحد الفاصل
يقف عايد الروانى على الحد الفاصل بين الشمال والجنوب يلوم
نفسه على تطاوله على المفتش العام الذى قرر نقله الى هذا المكان النائى على الحدود
وبالتحديد فى المحطة المواجهة لنقطة تفتيش العبور من الجنوب الى الشمال وبالعكس .
أوصى المفتش العام مدير المحطة بعدم اعفاء عايد من أى من
الورديات المسائية التى تم تثبيته عليها ولمدة شهرين متواصلين منذ قدومه الى هذه
النقطة من نقاط هيئة الطاقة الشمسية .
ينام عايد الروانى طوال النهار فى غرفة الغرباء من العاملين
الذين يفدون دائما الى هذه المحطة كعقاب لهم على سوء سلوكهم أوتطاولهم على رؤسائهم
المفوضين من مجلس ادارة الهيئة بتوقيع العقاب الذى يرونه مناسبا للمارقين الخارجين
على قانون العمل بالهيئة .
أقسم عايد بأغلظ القسم لزميلى وردية المساء بعدم معرفته لسيادة
المفتش العام غراب شنشق والا لوقف كسائر زملائه فى المقر العام حين دخل الرجل
الطويل الاسمر المفتول الشوارب ، وحين أمره الرجل بالوقوف تكاسل عايد من شدة
الاستغراب للغريب الذى يأمره فى حضرة مدير ادارته
.. اعتبر غراب شنشق تكاسل عايد تطاولا من موظف صغير بالشئون الادارية على
معاليه فأخرج قرار نقله بعد دقيقتين من بداية وقوف عايد ، وسافر الموظف الصغير الى محطة الحدود فى
اليوم التالى حتى لايتم فصله اذا ماتباطأ فى
تسليم نفسه الى مدير المحطة كما أكد على ذلك سيادة المفتش العام .
تغمض عيون بلال راضى وسالم أرنب ليتركا عايد وحيدا فى وردية
المراقبة المسائية فيستخرج عايد نايه من جيبه ويبدأ فى العزف لتطل المزركشة
بعينيها من قلب الصحراء وتأخذ فى التمايل يمينا وشمالا .. خاف عايد من المزركشة فى
أول الامر غير انه تعوّد عليها بعد فترة من الزمن .
صارت صداقة حميمة بين المزركشة وبين عايد .. يخرج اليها بعد
منتصف كل ليلة ليعزف على نايه الشجى وترسم المزركشة أبهى الاستعراضات متقافزة على
كتفيه حتى شك الجيران فى أن عايد الروانى يخاوى الجان وماالحية المزركشة الاجنية
من الجنيات الشديدة المراس التى ستفتك بأى شخص يحاول ايذاء عايد فخافه الجميع
وبعدوا عنه لتتوثق صلته بالمزركشة وتصبح الصديقة الوحيدة له .
خاف مدير المحطة من ايذاء جنية عايد االروانى فانصاع لرغبة
عماله من زملاء وردية عايد ، وأسرع بكتابة تقريره السرى وأرسله مع مخصوص مستعجل
الى الفرع الرئيسى .. ضحك المفتش العام على سذاجة موظفى محطة الحدود وقرر المغامرة
فاستقل طائرة الهيئة وفاجأ العاملين بالمحطة ليتعرف على كل صغيرة وكبيرة جاءت فى
التقرير بنفسه.
دأب عايد على تقديم وجبة فئران لذيذة الى صديقته المزركشة
مكافأة لها على تسليتها له كل ليلة بعد أن يتمكن من صيده عن طريق الفخ الحديدى
الذى ينصبه فى المنطقة الخلفية من المحطة حيث تكثر فئران الحقول .. تطير المزركشة
من الفرح وتتقافز على كتفيه وتطير فى الهواء لتحط أحيانا على النخيل المواجه ثم
تعود اليه لتواصل رقصها على عزفه الجميل .
رأى المفتش العام من خلف زجاج مكتب مدير المحطة ماكان من أمر
المزركشة وعايد فقرر توجيه اللوم اليه لاخافة العاملين بالمحطة وخرج ليبلغه
بالقرار فأبدى عايد تبرمه من القرارات التى تلاحقه حتى فى نقطة الحدود البعيدة ولم
ينطق بحرف واحد .. رأت المزركشة نظرات كره عايد للرجل فقفزت فى الهواء والتفت حول
رقبة غراب شنشق ولم تتركه الاجثة هامدة ، وتنفس عايد بارتياح وأعرب عن شكره
لصديقته المزركشة بتقديم وجبة فئران اضافية فى ليلة واحدة على الحد الفاصل .
قصة قصيرة بقلم /
محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن
السينمائيه
عمل كمعد وكاتب
برامج فى التلفزيون منذ 40 عاما
من عام 1977 وحتى
الان
كبير مخرجين..
مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة
والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش
المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور
بالجيزه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق