الخميس، 4 أغسطس 2016

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل 1بولاق الدكرور 24 تراجع وابتسم تطول صفوف النمل الراقص على جدران وأرضية الغرفة الضيقة بحثا عن بقايا الخبز .. لاتجد شيئا .. تعود خماسية التشكيل الى جحورها .. تتوقع غدرى بها .. تتأهب المقدمة لمهاجمتى .. أتراجع الى اليمين .. يواجهنى جناح التشكيل الأيسر .. يوجه سهامه .. أتفاداها متنحيا الى اليسار بعد مرور المقدمة .. يقابلنى الجناح الايمن شاهرا سيوفه .. أتراجع الى الوسط .. يصدمتى قلب التشكيل بدروعه .. يصوّب حرابه الى قلبى .. استلقى على ظهرى .. يعبرنى القلب والمؤخرة ، ومع دخول آخر نملة جحرها انتفض واقفا .. انفض عن نفسى غبار المعركة .. يتوعدنى ذكر نمل .. أتراجع وابتسم . أطل من نافذة حجرتى على سلالم التل الحجرى أهوى داخلى .. تطاردنى عيون الصبايا من نوافذهن وأعلى اسطح المنازل تنال من نحافة جسدى .. ازداد تقلصا .. تنصرف عنى عيونهن تبحث عن وعد بلقاء يقصذر الليالى الباردة الطويلة .. لاابحث عن واحدة .. اظل وحيدا .. أتراجع وابتسم . تلبسنى الملابس .. يسلمنى باب الغرفة الى أول سلم للنزول فأهبط .. يلفظنى المنزل الى الشارع .. لاأقوى على النظر الى أعلى خوفا من السقوط فى بالوعات التل الحجرى .. يطاردنى الزحام وزئير البائعين .. توقفنى لكمات فى وجهه وبطنه وعلى ظهره .. يتقوّس .. ينبطح أرضا .. يتركه ويمضى .. فى البدء وضع المغلوب يده فى جيب غالب لايعرفه وأخذ دينارا .. انهال الغالب ضربا .. هدّ المغلوب المخدر .. لايقوى على العمل .. ترتعش يداه حين يمسك مفتاحا يعيد صفاء موتورا لسيارة .. أهم بفض الاشتباك .. ينهرنى الواقفون .. أتذكر قول العزيزه الغالية : ماحدش بيموت من الجوع .. اتراجع وابتسم . اتخطى قضبان المترو .. اصل الى حديقة الصمت .. تشكل السيلرات صفا رابعا على جانبى الشوارع .ز أسقط .ز ينتشلنى الطريق الطويل الى المبنى المستدير .. يجعل عرضى أكبر من طولى فاصبح قزما .. يرسلنى صورة داخل كل البيوت .. يخلو كل صنبور من الماء .. يختفى الطعام .. يدفع المستدير للمثل العالمى عشرة ملايين دينار .. يدوّن نصف العشر فى العقد .. يتصالح الممثل مع مصلحة الرسوم كل عام بخمسمائة دينار .. يفقد ألف عامل مرتب عشرة أعوام .. يقترضون .. أقترض .. أتراجع مستسلما .. أعود الى باطن الشارع الطويل .. اصعد سلم الكوبرى .. انظر دموع الثكالى فى مواسم الزلازل .. انزل السلم .. اسير بطول الطريق الطويل .. تصرخ قدماى من خمسة كيلومترات .. أجلس على المقعد الخالى .. تواجهنى من بعيد الموائد تخرج ألسنتها من قلب النادى الكبير .. تنتشر البقع الصفراء والحمراء والخضراء والسوداء يعلوها وجوه الحسناوات تحلم بالدفىء ولايسمح لى بالدخول الى أى من النوادى الرقيقة . أدب فى ماء بحيرة المر .. يعلو الاخضر مصفرا ضعيفا على الوجه العجوز للبحيرة تمتع الحسناوات .. تنظرن الىّ بازدراء .. ينطلق البرج الى اعلى .. يميل .. ينغرس فى صدرى .. أتراجع وابتسم . أواصل سيرى الى الميادين الوسيعة .. أتحسس جيبى .. عشرون درهما .. ثمن الشاى يزيد خمسا .. أقف أمام المقهى فى انتظار من يقرضنى .. أوهم الجالسين بانتظار أتوبيس لايحمل رقما .. تتابع عيناى السيارات متلهفة .. تمر الساعة ولايأتى .. ثمن مكالمة التليفون ارتفع عما فى جيبى لدى أى بقال . أنتظر .. اترقب .. يعود ماء الحياة الىّ .. يأتى من أنتظر .. يأخذنى الى المقهى .. يسقينى شايا .. لااتراجع .. يعيد الىّ قصصى التى لم تنشر .. يطاردنى شبح جوعى .. يقرضنى .. استجمع قواى .. أركب اتوبيسا مرقما .. آكل .. أشرب .. أعود الى رحم أم الايتام .. يرن فى أذنى صوت الحبيبة الغالية : ماحدش بيموت من الجوع . لااتراجع أمام الزحام .. يدهسنى .. اتجاوزه .. أعود الى المنزل .. أصعد السلم .. أدخل الحجرة .. أفتح النافذة .. انظر الى عيون الصبايا .. يصحو حلمى القديم ليلتين .. أتراجع بعدها .. ابتسم .. اقهقه مجنونا . mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
1بولاق الدكرور
24
تراجع وابتسم

تطول صفوف النمل الراقص على جدران وأرضية الغرفة الضيقة بحثا عن بقايا الخبز .. لاتجد شيئا .. تعود خماسية التشكيل الى جحورها .. تتوقع غدرى بها .. تتأهب المقدمة لمهاجمتى .. أتراجع الى اليمين .. يواجهنى جناح التشكيل الأيسر .. يوجه سهامه .. أتفاداها متنحيا الى اليسار بعد مرور المقدمة .. يقابلنى الجناح الايمن شاهرا سيوفه .. أتراجع الى الوسط .. يصدمتى قلب التشكيل بدروعه .. يصوّب حرابه الى قلبى .. استلقى على ظهرى .. يعبرنى القلب والمؤخرة ، ومع دخول آخر نملة جحرها انتفض واقفا .. انفض عن نفسى غبار المعركة .. يتوعدنى ذكر نمل .. أتراجع وابتسم .
أطل من نافذة حجرتى على سلالم التل الحجرى أهوى داخلى .. تطاردنى عيون الصبايا من نوافذهن وأعلى اسطح المنازل تنال من نحافة جسدى .. ازداد تقلصا .. تنصرف عنى عيونهن تبحث عن وعد بلقاء يقصذر الليالى الباردة الطويلة .. لاابحث عن واحدة .. اظل وحيدا .. أتراجع وابتسم .
تلبسنى الملابس .. يسلمنى باب الغرفة الى أول سلم للنزول فأهبط .. يلفظنى المنزل الى الشارع .. لاأقوى على النظر الى أعلى خوفا من السقوط فى بالوعات التل الحجرى .. يطاردنى الزحام وزئير البائعين .. توقفنى لكمات فى وجهه وبطنه وعلى ظهره .. يتقوّس .. ينبطح أرضا .. يتركه ويمضى .. فى البدء وضع المغلوب يده فى جيب غالب لايعرفه وأخذ دينارا .. انهال الغالب ضربا .. هدّ المغلوب المخدر .. لايقوى على العمل .. ترتعش يداه حين يمسك مفتاحا يعيد صفاء موتورا لسيارة .. أهم بفض الاشتباك .. ينهرنى الواقفون .. أتذكر قول العزيزه الغالية : ماحدش بيموت من الجوع .. اتراجع وابتسم .
اتخطى قضبان المترو .. اصل الى حديقة الصمت .. تشكل السيلرات صفا رابعا على جانبى الشوارع .ز أسقط .ز ينتشلنى الطريق الطويل الى المبنى المستدير .. يجعل عرضى أكبر من طولى فاصبح قزما .. يرسلنى صورة داخل كل البيوت .. يخلو كل صنبور من الماء .. يختفى الطعام .. يدفع المستدير للمثل العالمى عشرة ملايين دينار .. يدوّن نصف العشر فى العقد .. يتصالح الممثل مع مصلحة الرسوم كل عام بخمسمائة دينار .. يفقد ألف عامل مرتب عشرة أعوام .. يقترضون .. أقترض ..  أتراجع مستسلما .. أعود الى باطن الشارع الطويل  .. اصعد سلم الكوبرى .. انظر دموع الثكالى فى مواسم الزلازل .. انزل السلم .. اسير بطول الطريق الطويل .. تصرخ قدماى من خمسة كيلومترات .. أجلس على المقعد الخالى .. تواجهنى من بعيد الموائد تخرج ألسنتها من قلب النادى الكبير .. تنتشر البقع الصفراء والحمراء والخضراء والسوداء يعلوها وجوه الحسناوات تحلم بالدفىء ولايسمح لى بالدخول الى أى من النوادى الرقيقة .
أدب فى ماء بحيرة المر .. يعلو الاخضر مصفرا ضعيفا على الوجه العجوز للبحيرة تمتع الحسناوات .. تنظرن الىّ بازدراء .. ينطلق البرج الى اعلى .. يميل .. ينغرس فى صدرى .. أتراجع وابتسم .
أواصل سيرى الى الميادين الوسيعة .. أتحسس جيبى .. عشرون درهما .. ثمن الشاى يزيد خمسا .. أقف أمام المقهى فى انتظار من يقرضنى .. أوهم الجالسين بانتظار أتوبيس لايحمل رقما .. تتابع عيناى السيارات  متلهفة .. تمر الساعة ولايأتى .. ثمن مكالمة التليفون ارتفع عما فى جيبى لدى أى بقال .
أنتظر .. اترقب ..  يعود ماء الحياة الىّ .. يأتى من أنتظر .. يأخذنى الى المقهى .. يسقينى شايا .. لااتراجع .. يعيد الىّ قصصى التى لم تنشر ..  يطاردنى شبح جوعى .. يقرضنى .. استجمع قواى .. أركب اتوبيسا مرقما .. آكل .. أشرب .. أعود الى رحم أم الايتام .. يرن فى أذنى صوت الحبيبة الغالية : ماحدش بيموت من الجوع .
لااتراجع أمام الزحام .. يدهسنى .. اتجاوزه .. أعود الى المنزل .. أصعد السلم .. أدخل الحجرة .. أفتح النافذة .. انظر الى عيون الصبايا .. يصحو حلمى القديم ليلتين .. أتراجع بعدها .. ابتسم .. اقهقه مجنونا .


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق