الاثنين، 8 أغسطس 2016

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل بولاق الدكرور 66 غريب عبده دورما يتوجع الرجل الملقى على الأرض .. يحاول أن يستند على الجدار كى يتمكن من العودة الى منزله .. لايستطيع .. تصطدم رأسه بالسيارة النقل التى تسد دائما شارع عبده دورما فيغمى عليه خلفها مما أدى الى حجبه عن عيون المارة ودوريات الشرطة الراكبة أوالمترجلة التى قد تتمكن من انقاذه . أصاب الصمت عيون كل سكان عبده دورما الذين فتحوا عيونهم على نهلر الدماء المتدفق من جانب الرجل الغريب ومن رأسه .. تجلس النساء على الطرقات يثرثرن فيما فعلن مساء الامس فلقد كن يتحسسن المواقع فى غرف معيشتهن التى كانت مظلمة تماما لانقطاع تيار الكهرباء ونام الرجال ليخلفوا النساء خلفهم يقظات حتى ظهور نور صباح اليوم التالى ، وواصلن بلاانقطاع أعمالهن المنزلية حتى يلتقين على عتبات المنازل . مازال الرجل الملقى على الأرض يئن ويتمنى أن لوتراه الشرطة المارة فيتم انقاذه .. تتمنى كل امرأة أن لاينقطع تيار كهرباء الليلة القادمة حتى يراها الرجل وقد دهنت الوجه بالزيت النفّاذ الرائحة كالقطران . يواصل بائع البيكيا عمله فى محله الذى يحتل منتصف الشارع فيضع الشحم فى تروس العجلات القديمة بعرض الطريق حتى يتمكن من اصلاحها وبيعها بالرخيص .. يزن منشار النجار بجواره ليغطى صوته على أى صوت آخر وصوت الغريب . تغطى البنات أقدامهن وهن يجلسن على عتبات المنازل ينتظرن هاتف آخر الليل يأتين بحلم مجىء أبى الفوارس من سيخطفهن فوق ظهر بغله الاشهب الى حيث يشاء .. ينتصف الليل ويبقى الوضع على ماهو عليه ، ومع آذان الفجر تغلق الابواب لتقابل النساء ليلة جديدة ينقطع فيها التيار ، ولاينقطع تيار الدم المتدفق من رأس وجانب غريب عبده دورما . تراكم السيدات كبيرات السن أكواما من الزبالة حتى يتنفسن رائحتها التى تربطهن بأرض الحارة فيتعرفن عليها بسهولة عقب جولاتهن فى الحوارى المجاورة ولايضللن أبدا .. تزاحم الدواجن والأوز والبط والكتاكيت الصغيرة السيدات وبنات البنوت فى أماكن الجلوس بعدما يأخذن حماماتتهن فى الاحواض الصغيرة ليطفئن ظمأ الحر القاتل . تسير المرأة الغريبة فى شارع عبده دورما فترى الغريب وتصدر صرختها العالية تتبعها صرخات كل السكان فى النوافذ المغلقة التى تفتح لتطل على الحادث ، وتستدعى الشرطة الاسعاف التى تتمكن فى اللحظة الاخيرة من انقاذ الغريب قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة . قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى عضو اتحاد الكتاب عضو نقابة المهن السينمائيه عمل كمعد وكاتب برامج فى التلفزيون منذ 40 عاما من عام 1977 وحتى الان كبير مخرجين.. مدير عام بالقناة الاولى بقطاع التليفزيون باتحاد الاذاعة والتليفزيون mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز بواق الدكرور بالجيزه

من شارع ابوشلبى .. متفرع من اول فيصل
بولاق الدكرور


66
غريب عبده دورما
يتوجع الرجل الملقى على الأرض .. يحاول أن يستند على الجدار كى يتمكن من العودة الى منزله .. لايستطيع .. تصطدم رأسه بالسيارة النقل التى تسد دائما شارع عبده دورما فيغمى عليه خلفها مما أدى الى حجبه عن عيون المارة ودوريات الشرطة الراكبة أوالمترجلة التى قد تتمكن من انقاذه .
أصاب الصمت عيون كل سكان عبده دورما الذين فتحوا عيونهم على نهلر الدماء المتدفق من جانب الرجل الغريب ومن رأسه .. تجلس النساء على الطرقات يثرثرن فيما فعلن مساء الامس فلقد كن يتحسسن المواقع فى غرف معيشتهن التى كانت مظلمة تماما لانقطاع تيار الكهرباء ونام الرجال ليخلفوا النساء خلفهم يقظات حتى ظهور نور صباح اليوم التالى ، وواصلن بلاانقطاع أعمالهن المنزلية حتى يلتقين على عتبات المنازل .
مازال الرجل الملقى على الأرض يئن ويتمنى أن لوتراه الشرطة المارة فيتم انقاذه .. تتمنى كل امرأة أن لاينقطع تيار كهرباء الليلة القادمة حتى يراها الرجل وقد دهنت الوجه بالزيت النفّاذ الرائحة كالقطران .
يواصل بائع البيكيا عمله فى محله الذى يحتل منتصف الشارع فيضع الشحم فى تروس العجلات القديمة بعرض الطريق حتى يتمكن من اصلاحها وبيعها بالرخيص .. يزن منشار النجار بجواره ليغطى صوته على أى صوت آخر وصوت الغريب .
                                                                                                                                                           تغطى البنات أقدامهن وهن يجلسن على عتبات المنازل ينتظرن هاتف آخر الليل يأتين بحلم مجىء أبى الفوارس من سيخطفهن فوق ظهر بغله الاشهب الى حيث يشاء .. ينتصف الليل ويبقى الوضع على ماهو عليه ، ومع آذان الفجر تغلق الابواب لتقابل النساء ليلة جديدة ينقطع فيها التيار ، ولاينقطع تيار الدم المتدفق من رأس وجانب غريب عبده دورما .
تراكم السيدات كبيرات السن أكواما من الزبالة حتى يتنفسن رائحتها التى تربطهن بأرض الحارة فيتعرفن عليها بسهولة عقب جولاتهن فى الحوارى المجاورة ولايضللن أبدا .. تزاحم الدواجن والأوز والبط والكتاكيت الصغيرة السيدات وبنات البنوت فى أماكن الجلوس بعدما يأخذن حماماتتهن فى الاحواض الصغيرة ليطفئن ظمأ الحر القاتل .
تسير المرأة الغريبة فى شارع عبده دورما فترى الغريب وتصدر صرختها العالية تتبعها صرخات كل السكان فى النوافذ المغلقة التى تفتح لتطل على الحادث ، وتستدعى الشرطة الاسعاف التى تتمكن فى اللحظة الاخيرة من انقاذ الغريب قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
عمل كمعد وكاتب برامج فى التلفزيون منذ 40 عاما
من عام 1977 وحتى الان
كبير مخرجين.. مدير عام
بالقناة الاولى
بقطاع التليفزيون
باتحاد الاذاعة والتليفزيون
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
العنوان / 18 ش الجمهوريه متفرع من ش المساكن
خلف مدرسة الشهيد احمد عبد العزيز
بواق الدكرور بالجيزه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق