الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

 176

ليالى الغجر


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


ليالى الغجر

يتحسس غجر تل روايح  طريقهم الى بندر السلطان .. يمتطون ظهور حميرهم .. تترجل النساء الى جوارهم حتى يدقوا ابواب الحضر مع قدوم الليل على استحياء.

تخرج كل غجرية دفها .. يأخذن فى الدق والغناء حتى تستسيغهم آذان ابناء الحضر فيخرج كل غجرى من خرجه أرغوله أوربابته ويبدأون فى العزف ليتحلق حولهم ابناء الحضر يستمتعون بغريب عزفهم والغناء .

تعلو اصوات مزامير السبس فتنفرط حلقة ابناء الحضر المحيطة بغجر تل روايح متجهة الى السبس للرقص على ايقاعاته ومزاميره الساحرة، ومع بدء حنفى البنجاوى وصلته الغنائية ينقسم المتحلقون الى النصفين نصف للبنجاوى حنفى  والنصف الآخر للسبس.

يندب ابناء الغجر حظهم العاثر ويلملموا آلاتهم فى احضان الرحبة الباردة بينما تتجه زاهيه وتموم ورايقه اشهر راقصات بنات  الغجر الى الكحلاوى حسن الشريف يشكون اليه حالتهن ، وكان الكحلاوى يدأب على اقامة سرادق خاص به   يشيع الفرح طوال أيام مولد سيدنا السلطان الخمسة عشر بجوار الذكر والاوراد فى مسجد السلطان وأبى حسيبه ورحبته.

يتخير الكحلاوى مكان سرادقه بين مندرة الاشراف وقصر الثقافة

يستجلب اليه السبس عاما وحنفى البنجاوى عاما آخر ، وبعد ان استمع الى شكوى بنات الغجر عقد العزم هذا العام على تخصيص سرادقه لفرقة غوازى تل غجر روايح فكان الاقبال زحاما لاينقطع.

تكشف زاهيه وتموم  ورايقه عن سيقانهن ، عندما يبلغ الغناء مداه فى حناجرهن فتخرج عيون الجموع من محاجرها تتشبث ببياض بشرتهن فتسد الآذان.

تتشابك غابة انغام الربابات والدفوف وأصوات الغجريات فيحلق الحضور بسماء السرادق ليتسلل رجال الغجر يجردونهم من الاموال التى تملأ  جيوبهم.

يسرى الخبر الى آذان الكحلاوى فيقرر طرد فرقة غوازى تل غجر روايح فى صباح اليوم السابع من ايام مولد سيدنا السلطان ، ويصرف نظره عن اقامة السرادق مرة ثانية.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق