144
المشاورجيه
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
المشاورجيه
أقبل خمسة من شباب الغجر على الحى القديم فلم يتقبلهم السكان فى أول الأمر .. لجأ الأخوة الى شيخ الحى يبحثون عن لقمة العيش ويشكون اليه سوء معاملة أهل الحى ، ومجيئهم من الأطراف البعيدة هربا من الجفاف الذى اجتاح المناطق التى كانوا يقطنون بها .. رقّ قلب شيخ الحى الى حال الغجر الشباب وكلّفهم بأعمال العتالة فى خيمة الشيخ رابح العطار ، وكان الضامن لهم استنادا الى أوراق الهوية التى يحملها كل أخ من الأخوة الخمسة .
فرش كل شقيق خده مداسا لأهل الحى يسيروا عليه ويتهادوا ، وأسرع كل منهم يحمل عن السكان مايأتون به من الخارج من طعام أوشراب وملبس واحتياجات معيشية أخرى بدون مقابل فى أول الأمر ثم بمقابل زهيد بعد ذلك حتى تركوا الاقامة فى الفضاء خلف خيمة الشيخ رابح الى خيمة قديمة يملكها شيخ الحى ضمن خيامه الكثيرة ، والتصق بهم لقب المشاورجيه ليكتفوا بعملهم الجديد .
يدق أهل الحى باب خيمة الأشقاء الخمسة ليخرج اليهم أحدهم فتصطحبه احدى نساء الحى ليحمل عنها امتعتها فى رحلة العودة من السوق أوينهى لها أوراقا هامة تتعلق بالميلاد أو الوفاة أوتحقيق الهوية بالحضر القريب .
علا نجم الأشقاء الخمسة بعد رحيل رضوان فرج شيخ حى المناخلى فتزوج ريحان الغجرى أكبر الأشقاء الخمسة بأرملة الشيخ وعفا أشقائه الأربعة من دفع ايجار خيمة الشيخ المتهالكة .
برع صفوان الغجرى فى تصدير أجمل فتيات الحى الى مكاتب مخدمين الحضر للعمل كشغالات فى منازل الاعيان ، كما تميز ربعه وحميده ونونو فى استجلاب وترويج المخدرات بين كبار وصغار حى المناخلى والاحياء المجاورة .
تمكن الاشقاء الخمسة من شراء نصف خيام الحى بعد سنتين من تاريخ الدخول ليلا الى الحى سرا حتى لايتم الاشتباه فيهم لغرابة الوجوه .. امتلك الغجر الخمسة بعد ستة أشهر أخرى بقية خيام الحى ليتحول كل سكان حى المناخلى الى العمل كمشاورجيه فى خيام الأشقاء الخمسة للعطارة والحدادة وطحن الحبوب والبن ، وتم خلع تسعة عشر من أجمل زوجات الحى ليدخل بهم صفوان وربعه وحميده ونونو ، وصار على ذمة الأخوة الخمسة عشرون زوجة ومن البنين والبنات مائه ثم تم استبدال عشر زوجات بعشر أخريات حتى اجتمع المطلقات الخمسون واتفقن على تقطيع المطلقين الخمسة الى اجزاء صغيره وتذويبهم بالبطاس فى الآنية الفخار الكبيرة لتطوى بذلك الصفحة الاخيرة من تاريخ الأشقاء الخمسة الغجر المعروفين بالمشاورجيه .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق