143
غزال البرارى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
غزال البرارى
ينطلق سرب الغزلان يملأ برارى الصحراء الكبرى يبحث عن عين ماء صافية .. تشتد حرارة يونيو العنيدة فتشع أجساد الغزلان نارا بطول جبال الرخ التى لاتطاولها جبال .. تخرج الغزلان ألسنتها من شدة العطش .. ترتعش أجسادها لترقص رقصة الموت على الرمال الحمراء الدامية .. يتلون جسد الغزلان بلون لحمها شديد الاحمرار حتى لاتتمكن الذئاب السمراء من رؤيتها وافتراسها .
يقرر الغزال الكبير قائد السرب العجوز أن يطفىء نيران الأجساد المشتعلة فى قلب بحر رمال الدم عسى ان تلامس اجسادهم ذرات ماء مدفونة فى بحر الرمال الحمراء .. يتبعه السرب مستسلما فتغطى الرمال كل الأجساد .. تنتشر البقع البيضاء الصغيرة برؤوس السرب التى تتنفس بصعوبة بالغة .
لايطيق جسد الغزالة الصغيرة درجات حرارة رمال بحر الدم العالية والتى تلتهم الأجساد فتخرج مسرعة الى البرارى .. تبحث عن ظل يقيها ضراوة شمس يونيه المميته .. تبعد الغزالة الصغيرة عن السرب كثيرا .
يعلو عواء الذئاب السمراء التى تسكن فى الغابة الملاصقة لرمال بحر الدم .. يسكن الرعب قلب قائد سرب الغزلان العجوز وقلوب أفراده فتختفى النقط البيضاء العائمة على وجه الرمال .. تجمد الغزالة الصغيرة مكانها .. لم تتمكن هرمونات تغيير لون جلدها من الأصفر الى الاحمر بلون رمال بحر الدم .. لم تستطع الغزالة الوحيدة أن تقدم قدما أوتؤخر أخرى .
زحف اللون الأسمر على سطح الرمال ، وشكل أفواها ضخمة جائعة تبحث عن فرائسها .. ازداد احمرار عيون الذئاب السمراء التى ملأ عواؤها سماء رمال بحر الدم .
تقدّم كبير الذئاب الى النقطة الصفراء البعيدة ، وزاد اقترابه حتى سقطت الغزالة الصغيرة مغشيا عليها ، ومازال جسدها يرتعش حتى وصل اليها الذئب الكبير .
بدأ وعى الغزالة يعود غير أنها مازالت تغمض عينيها وكتمت أنفاسها ولم يتركها سرب الذئاب السمراء .. غرس الذئب الكبير أظافره فى لحم الغزال ، وسن قواطعه وبرزت أنيابه الطويلة وأخذ فى التهام الفريسة .
تجمع الذئاب حول قائدهم وانتظروا حتى يفرغ من طعامه الى أن شبع ، ثم جاء دورهم ليتلاشى لحم الغزالة الصفراء الصغيرة ويلتصق خيط رفيع من دمها الجاف ليذكر الذئاب بحلاوة لحم غزال الشاطىء
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
=============================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق