آخر تاسع عيده وعنيده
195
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
آخر تاسع عيده وعنيده
تجر عيده حمارها الذى يحمل الجده تفيده متثائبة ليسقط الرأس الضعيف على الصدر المتلاشى من غلبة النوم .
تنادى عيده فى شوارع حضر رغفان الملاصق لتل غجر ريدو مسقط رأس الجده تفيده ام غجر التل واول قاطنيه : أضرب الرمل .. أوشوش الدكر .. أشوف الطالع وابين زين.
تفتح الجده تفيده عينيها منتظرة اللحظة الاخيرة من مسيرة احدى حفيداتها المقربات الى قلبها المتسع لكل ابناء غجر ريدو زوجها الراحل عن عالم الاحياء من خمسة وسبعين عاما.
تردد الجده بصوت مهموس ماقاله عراف التل لملق قليله :مكتوب على الجبين ، ولازم تشوفه العين تتوفى اناث توأم الغجر اذا ماواصلت حملها فى آخر تاسع الحمل الخامس.
تتثاقل خطوات عيده ، ومازالت تنادى على راغبى معرفة الطالع من ابناء الحضر حتى تسقط من شدة الاعياء فيحملها ابناء الحضر الى أقرب مبره.
تحمل ليالى يمينه قابلة تل غجر ريدو اناء الماء المغلى الى داخل خيمة عنيده شقيقة عيده التوأم لتساعدها على وضع توأمها الخامس والاخير كما تقول رؤية العراف ، ومازالت عنيده تصرخ من شدة آلام الوضع.
يجهز اطباء مبرة الحضر غرفة العمليات للفتح القيصرى لانقاذ الاجنة التوأم والام عيده قارئة الطالع.
تستيقظ الجدة تفيده على رحيل الحفيدة التوأم عيده فتحمل الغالية على ظهر الحمار وتحتضن ابنتيها التوأم عائدة الى أعلى تل غجر ريدو لتتمكن من دفن حفيدتيها عيده وعنيده قبل ان يحل المساء.
ترسل الجدة التوأم الاناث والذكور الى مراضع التل حتى تشتد أعوادهم ، وتواصل اصطحاب اناث توائم الغجر فى آخر تاسع الحمل الخامس لتوديعهن واحدة تلو الاخرى لاعنة رؤية لملق قليله التى تتحقق كل عام تاركة الحزن لها رفيق.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق