الأحد، 23 أكتوبر 2022

 154

عبده توسيفان



من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



عبده توسيفان


يملأ عبده الرايق جوانب المنطقة سعالا ديكيا غريبا ... يلف ويدور على كل تجار التوسيفان القطاعى والجمله حتى يرق قلب المعلم زورى فيمنحه جرعة من زجاجة القطاعى التى بجانبه مقابل الدراهم الذى بجيبه الايمن فتخف حدة السعال .

يخرج عبده الدرهم  الثانى من الجيب الايسر ويعطيه للمعلم فيصب له ملىء غطاء زجاجة التوسيفان .. يفرغه فى جوفه عن آخره ليشعر الرايق بعودة الريق الى مجراه الطبيعى فيأخذ فى ابتلاعه ليستقيم السعال وينخفض الصوت ومازال السعال مستمرا .

يخرج عبده الدرهم  الثالث- من اجمالى الخمسة دراهم  أجر يومه- من الجيب الخلفى يمينا ويتناول الجرعه الثالثه فيتقطع السعال ليكون فى طريقه الى الصمت .

يتناول الجرعة الرابعة مع اخراج الدرهم الرابع من جيبه الخلفى يسارا ويجلس يلتقط انفاسه .. يخرج سيجارة .. يشعلها .. يزداد احتقان وجهه ، ويعلو ايقاع السعال وصوته حتى ينهى السيجارة فيخرج الدرهم  الخامس ليعطيها المعلم زورى  الجرعة الخامسة والاخيرة فيختفى السعال وينتظم النفس ويصبح طبيعيا فيغادر عبده الرايق المعروف لدى اهل تل غجر ربيحه بعبده توسيفان لادمانه المشروب المخلوط بمخدر يضيفه المعلم زورى وغيره من معلمين الصنف فى المنطقة .

يعود عبده معافى الى زوجته سعديه الجساس يوقظها .. يتناول العشاء .. يقضى ليلته حتى يسقط من الاعياء فيعاوده السعال الشديد الى ان يغالبه النوم .

يستيقظ عبده توسيفان مع شروق الشمس يحمل الفأس والمقطف .. يستأجره أصحاب حدائق  النخيل والفواكه .. يفلح الارض حتى غروب الشمس مقبل الخمسة دراهم التى سيلقيها بين يدى المعلم زورى عند حلول الليل .

يعزق عبده توسيفان الارض كاتما سعاله الشديد حتى لايستبعده صاحب الحديقة من بين الانفار الذين يعملون فى ارضه .

يتعذر على عبده توسيفان كتم انفاسه لمدة كبيرة فيتعلل بفك حصره فى الخلاء لأكثر من مرة لشكواه الدائم من بوادر السكر فيصرح له المالك .. يعدو عبده الى العين  يعب من مائها لجفاف حلقه من الريق ، ويظل يسعل حتى يهدأ صدره وينتظم نفسه ليعاود العمل حتى الظهيرة موعد الغذاء .

يفك عبده ربطة الغذاء الذى تعده له يوميا زوجته سعديه الجساس ، وعادة مايكون خبز جاف وملح وفحل بصل كى يشتد عوده ويعاود العمل فى الارض حتى مغرب الشمس فيتناول الخمسة دراهم  اجر يومه ليسابق الريح الى خيمته بنزل غجر ربيحه جدته القديمه  يلقى الفأس والمقطف .. يرتدى جلبابه النظيف الذى تغسله سعديه كل صباح ليجف قبل غروب الشمس  .. يقصد المعلم زورى  مخلفا بناته الاربع وزوجته التى تعمل طوال اليوم فى خيام كبار القوم  كى توفرلهن الطعام والشراب.

 تتساقط الخمسة دراهم من جيوب عبده توسيفان وهو يوزعها على جيوبه ليرده زورو بدون غطاء واحد فيظل عبده يسعل بشدة حتى ينخلع صدره لافظا أنفاسه الاخيرة.


 قصة قصيره ل : محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com 

=======================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق