الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

 174

ذهب قشره


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


 

ذهب قشره


تضىء انوار الكلوبات مد خل قبور تل غجر بومره  يتقدمهم دليل اهل المرحوم ليوقفهم على الدرب المؤدى الى قبر القبيلة.

يعطى الدليل الاشارة بالكلوب الذى يمسكه لمصاحبى نعش الميت ، ويسلك الدرب المحدد فيتبعه الآخرون.

يبدأ سعدان بومريره الحفار فى العمل  يساعده زحلاو ولده فيبعد الرمال عن حواف القبر .. يرفع الاربعة رجال الامانة من النعش ليتسلمها سعدان بومريره يوسدها الرمال ، ويصعد ليغلق القبر فيتلقى اهل الميت من الغجر العزاء فى فقيدهم على رأس القبر الى آخر المعزين، ويدس اهل المتوفى بعض الدراهم فى يد سعدان بومريره مقابل الدفن فلايعيرهم انتباه.  

تنسحب انوار الكلوبات خلف اهل المتوفى والمعزين حتى يلف الظلام صحراء قبور تل غجر بومره .

يشعل سعدان بومريره مصباحه القديم .. يضعه بجوار الشاهد الاول .. يرفع الشاهد من موضعه .. ينحيه جانبا .. يبدأ فى نبش القبر  .. يواصل ازالة الرمال المغطى به جسد الميت حتى يصل الى الجثمان .. يفتح الفم باحثا عن الاسنان المصنوعة من الذهب الخالص أو الفضة الخاصة  التى كان يختال بها اصحابها من الرجال قبل الرحيل الى الابدية ، حين يضحكون فتكشف افواههم عن الذهب الخالص أو الفضة لتسقط حسنوات الغجر اسفل اقدامهم ،وتدلل الغجريات باسنانهم الذهبية على الرجال فيتبعوهن حتى قلوب خيامهن. 

ينتزع سعدان بومريرة كل سنة ذهبية تقابله من رجل كان اوأمرأة ، ويضعها فى حافظته التى يلفها حول خصره .

يعيد سعدان الجثمان الى  مكانه .. يغطيه بالرمال ويضع الشاهد فوق القبر حتى لاتختلط الاسماء .

يفتح سعدان القبر الثانى والثالث والرابع حتى العاشر ليجرد الاموات من اسنانهم الذهب الخالص أو الفضة حتى يبيعها  لغنيمه فهايمه جواهرجى حضر رمرم جنوب الصحراء الوسطى.

يكتفى سعدان بمحصول اسنان الليله قبيل انتصاف ليل الجمعة ويقفل عائدا الى خيمته خارج حدود القبور يتبعه زحلاو ولده الذى سيتركه وحيدا فى الخيمة صباح السبت يستقبل مودعى امواتهم ويقصد هو حضر رمرم يبيع محصوله لغنيمه الجواهرجى  فتمتلىء سيالته بالدنانير ليشترى كل مايحتاج من سوق السبت بالحضر ، ولايعود اليه الا فى السبت القام.

يجرجر زحلاو اقدامه خلف ابيه  سعدان المنهك القوى حتى يرتميا فى احضان فرشهما بالخيمة فيناما حتى الصباح .

يوقظ  زحلاو اباه لينطلق الى الحضر ويحل محله فى استقبال الموتى وذويهم ويعمل وحيدا حتى عودة ابيه.

يقلب غنيمه فهايمى الاسنان الذهب والفضة بين يديه وأسفل نظارة عينه اليمنى ويعيدها الى يد سعدان قائلا: جرالك ايه ياابوزحلاو المحصول ده كله ذهب قشره والفضه مطليه .. خيرها فى غيرها والجايات كتير .

يلعن سعدان آباء الغجر من المتوفيين المنتزع اسنانهم ويمنى النفس بمحصول الاسبوع القادم ان لايكون من الذهب القشره أو الفضة المطلية. 


قصة قصيرة

ل : محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

البريد الاليكنرونى

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com 

================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق