الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

 


خوص صابره

169

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



خوص صابره



تفتح المعلمه صابره با ب خيمتها ليل نهار لاستقبال مشترى الخوص نهارا وراغبى المتعة ليلا  .. تجلس صابره غير قادرة على الحركة بعد رحلة عمل شاق طويلة قاربت الستين  عاما .. تفتح صابره  عينيها وتغلقها بصعوبة .. توصى بناتها خيرا بخيمة  العز التى  شهدت  أسعد أيام حياتها منذ رأت أول شعاع لنور الكون لحظة ولدتها المعلمة روح  امها زوجة  سيفين  الحلبى .. تتناقلها صدور كل بنات الخيمة  اللائى يستقبلن كل  راغبى شراء مصنوعات الخوص نهار وطلاب المتعة من شباب ورجال تل البريدعه  حتى عبد الحى ييمه الرجيحى الذى وصيف شيخ مشايخ تلال الصحراء الوسطى .

كبرت صابره بين أحضان الرجال الاغراب فعشقتهم وتعلقوا بها منذ اصبحت فتاة جميلة وورثت مهنة امها روح الحلبية  بعد رحيلها .. تشرح صابره  لبناتها كيف يتمكن من الايقاع بالفريسة وتعويدها عليهن بشكل دائم .

حارت نساء تلال الصحراء الوسطى  فى أمر صابره  التى تمكنت من اختطاف ازواجهن طوال ليال الشتاء الباردة  والصيف القائظ ، فالرجال لايعودون الى خيامهم  الافى صباح كل يوم .

قررت بسنت زوجة غندور رهيف خفير عبد الحى ييمه الرجيحى أن تتخلص من صابره  وبناتها مرة واحدة فدعتهن الى الغناء فى ليلة طهور ابنها ليغنين للنساء داخل الخيمة  ووضعت السم فى الاكل لكن ذكاء صابره انقذها فى اللحظات الاخيرة واكتشف الحيلة حين ألقت بقطعة من اللحم أمام قطة زوجة غندور رهيف  فقتلت فى الحال ،  ووقعت بنت عمران فى غرام صابره  وصارت سميرتها تأتى اليها لتروح عنها بحلو الكلام ، وتتعلم منها ماتقدمه لغندور  فى الليالى التى لايقوى فيها على الخروج الى خيمة صابره .

تشد صابره  نفس المعسل من غابة الجوزه ، وتغيّر البنات المعسل والفحم المشتعل ، ويواصلن الاستماع الى وصايا المعلمة كى يحافظن على ميراثها من الضياع ويتوسعن فى شراء خيام التل البحرى .

تقرّب المعلمة صابره  أحدث امرأة فى البيت صغيرة السن زوجة تومرجى وحدة الحضر الصحية التى تركت بنتها الوحيدة من الزوج السابق فى رعاية امها وابيها كى تصبح من ذوى الاملاك شأن كل بنات المعلمة ، وتدأب صابره  على تقديمها لضيوفها المقربين لفرط فتنتها وروعة جمالها .

لم ترزق صابره  بمولود بالرغم من زواجها لخمس مرات وعشقها الدائم لشباب التلال  فقررت أن تتبنى دهبيه وبنتها نرجس وتكتب لهما كل أملاكها الكثيرة .. أصبحت المعلمة صابره  هى الشغل الشاغل لدهبيه مما أثار حفيظة كل البنات وبدأن التمرد وانشققن لتكوّن كل واحدة منهن خيمة  للعز خاص بها يرتاده كل عشاقها فى التل  البحري .

أخذت صابره  نفسا عميقا من الدخان ولم تستطع أن تخرجه ولفظت نفسا أخيرا وهى جالسة فأغمضت ذهبية عينيها وكفنتها لترث أموالا وعقارات كثيرة هى وابنتها لتواصل فتح باب خيمة  صابره  على مصراعيه  نهار لبيع مصنوعات الخوص وليلا لراغبيه حفاظا على ذكرى المعلمة صابره .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق