السبت، 22 أكتوبر 2022

 148

واحة أم لالو


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


واحة أم لالو


الزمان : اربعينيات القرن الماضى.

المكان : قلب الصحراء الوسطى حيث توجد واحة ام لالو الشهيرة والمحيطة بعين عمرين .

تتفرس أم لالو بنت الغجر فى وجوه الانفار الذين سيعملون فى الواحة  هذا اليوم .. يصطف الرجال فى طوابير طويلة ، ويبدى كل الواقفين تماسكهم حتى لاتستبعد ضعيفهم  أم لالو كبيرة خدم واحة الاميره فنادى حرم الامير ملقاش .

ترسل الشمس أشعتها الخافتة باردة من خلف الجبل الشرقى لترسم لونا أصفر على وجوه الانفار الذين يسارعون الى اعماقهم خوفا من عدم اختيار أم لالو لأى منهم .. تشمر أم لالو عن ساقيها حتى لاتصيب القاذورات من روث الابل والاغنام والماعز جلبابها المزركش الناصع الالوان فيسترق كل الواقفين النظر الى السيقان الشمعية الشديدة البياض ويمنى النفس بالعمل داخل الخيمة الكبيرة خيمة سمو الاميرة   فى التنظيف أو فى الحديقة المحيطة به كجناينى لمدة يوم يستمتع فيه بالقرب من الانفاس العطرة لاشهر غوازى  عصرها على الاطلاق والتى اعتزلت المهنة بعد زواجها من المتايتى  تابع سمو الاميره سرا  كى لايفقد منصبه كتابع للأميرة فنادى حرم الامير  ملقاش لصلة القرابة التى بين حورية هانم زوجته ام اولاده  وسمو الاميره فنادى .

اكتفى المتاينى بأن يعلن تعيين أم لالو ككبيرة خدم الواحة والتى لاتقربها الهانم زوجته حتى يقضى المتاينى  أيامه السعيدة المعدودة فى أحضان أم لالو .. يحبس الأنفار أنفاسهم كلما اقتربت كبيرة الخدم من أى منهم فيشتد اصفرار الوجه ويزيد خفقان القلب ويوشك الواقف على السقوط فتستبعده أم لالو .

يلعن المستبعد جينات آبائه وأجداده التى حملت اليه خفقان القلب واصفرار الوجه وينتظر عمله فى الزرائب فى هذا اليوم مكتفيا بشم رائحة روث الابل والماشية لكنه يسر كلما اقتربت منه أم الخير بغلة أم لالو .

تواصل أم لالو جولاتها اليومية فى اختيار الانفار وتوزيعهم على الاعمال التى تتناسب معهم فتتخير أنظف وأقوى عشرين رجلا متماسكا ليعملوا بالقرب منها فى الخيمة الكبيرة  والحديقة المحيطة به ، ثم تخصص مائة فى أقرب عشر فدادين المواجهة  للخيمة الكبيرة  ممن ترتاح الى وجوههم ، أما الوجوه التى لاتروق لها فتعمل فى العشرة فدادين التى فى خلف الخيمة  ، وتوزع خمسمائة رجلا على بقية أرض الواحة والزرايب .

تنهى أم لالو عملها الصباحى وتدخل سريرها قريرة العين ليقوم على خدمتها خمسة من اقوى الشباب المقربين الى قلبها فى قلب واحة سمو الاميرة هنادى و التى اشتهرت فى قلب الصحراء الصغرى  بواحة أم لالو .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


===============================================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق