الاثنين، 17 أكتوبر 2022

 الغجر عوالم


134

مواء

 

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


مواء 

يعلو مواء القطط الصغيرة بطول دروب واحة الصحراء الكبرى تنادى على القطة الأم بعدما غرس الجوع أنيابه المسنونه فى بطونهم الخالية .. يجتمع صغار دروب الغجر حول القطط الصغيرة .. يلعبون معهم فينسونهم شدة الم الجوع .. تنسى القطط الصغيرة ويتقافز الأطفال حولهم يغنون ويضحكون فتقهقه القطط وينتظر الجميع أمهم الوحيدة 

قامت الصلة بين صغار القطط وصغار دروب الغجر  منذ لحظات ميلاد القطط فلقد قذفت الدروب  بصغارها الى رحم واحة الصحراء الكبرى  فالتقى الصغار بالقطة الأم وقت ولادتها المتعسرة , وظل الصغار يمسحون دموع القطة التى استكانت لأول أيدى بشرية تلامس جسدها .. تلقف الصغار خمسة مواليد .. مزقت الأم البرانس الشفافة التى كانت تغطى كل صغير ليفتح عينيه على فضاء الدرب  الكبير وأسرعت ترضعهم حتى يتمكنوا من الوقوف على أرجلهم 

شبع الصغار فتركوا ثدى الأم ليتناولها الخمسة أولاد حتى يشبعوا ، وأصبحوا منذ تلك اللحظة أخوة فى الرضاعة  لأم واحدة .. تنطلق القطة الأم بعد خلو ثديها من اللبن بحثا عن غذائها فى بقايا الطعام الملقاة على جانبى الدروب  حتى تشبع لتعود فيفرح ابناؤها العشرة بالعودة فى الصباح والظهيرة والمساء لتناول رضعاتهم المعتادة ثم يعاودون اللعب فيحمل كل ولد شقيقه من الرضاعة  القط الصغير ويواصلون لعبهم حتى يسقطون من التعب فينامون الى جوار أمهم 

يتواصل مواء القطط الصغيرة فيحتضن بعضهم البعض انتظارا لعودة الأم .. يسقط أحد القطط فى قلب نهر الطريق فيسرع اليه الصغير كى يبعده عن طريق ابل القوافل المسرعة ، يتبعه الأربعة صغار والأربعة قطط المتبقية مما يؤدى الى اضطراب الحركة المرورية عبر تقاطع الدروب  التى تصب فى الساحة الكبيرة .. ينزل قواد القوافل  ليزيحوا الصغار وقططهم فيصاب الصغار بالفزع وقت مجىء الأم التى تسارع الى التهام قططها الصغار خوفا عليهم من الزحام الكبير وتهرب ليتبعها الخمسة أولاد الذين توسدوا كومة من رمال درب حنه واصدروا مواءهم العالى حتى تعود الأم اذا ماسمعت أصوات أخوة ابنائها فى الرضاعة ليسكت جوعهم. 

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly

==================================


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق