الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

 سعيده هنيه هنيده 

175 

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


سعيده هنيه هنيده

تضفر سعيده بنت هنيه هنيده الدلاله حافظة من سعف النخيل قبل أيام التلقيح مقتربا من الشفافية حاملا أخضره المشرب بالصفرة. 

 تبقى بنت هنيه على فوهة أعلى الحافظة وتنثر فى الداخل بقية الخيوط الملونه ثم تثبت انبوبا قصيرا من الغاب الذى انتزعته من نزز حضر ريدة قرب تل الغريان بالصحراء الصغرى حين صحبت امها لشراء الملابس والخيوط الملونة.

تنادى سعيده على صغار الحى : بدرهم .. اتفرج وشوف .. بنت سيد التلال التى اختطفها الغراب الاكبر واحتفظ بها فى خيمته ولم تر بعد النور. . شوف واتفرج واتفرج وشوف بدرهم .

ينتظم صغار الحى فى صفوف للبنات وصفوف للبنين وينتظر كل منهم دور الفرجه.

تقص بنت هنيه هنيده دائرة باتساع الانبوب فينزلق الى أسفل ثدييها وتظل الحافظة فى الخارج متعرضة لضوء النهار.

تفترش سعيدة الرمال ليسقط الصبى الاول درهمه بين قدميها فترفع جلبابها ليضع الصغير عينه على فتحة انبوب الغاب ، وتغطى فتاة الثانية عشرة من عمرها جسد الصبى آخذة فى سرد سيرة الغربان المتشحة بالسواد منذ مجيئهم الى التل واحتفاظهم بحسناوات التلال فى خيامهم اذا ماقتربن من سن التزاوج لينجبن لهم غرابيب صغيرة.

تعلو كومة الدراهم بين قدمى سعيده بنت هنيه هنيده التى تبرع فى سرد السير براعة امها فى بيع الملابس الملونة لنساء ورجال التل .

يتيقن احد الغربان من اقتراب سعيده من سن التزاوج فيبلغ الغراب الاكبر الذى يقرر تزويجها من غراب فى سنها فتكف عن سرد سيرتهم المشوقة لبنات وبنين التل.

تبكى هنيه بنت هنيده الدلاله ابنتها التى لن تراها بعد اليوم فتلازم خيمتها حتى تفقد رؤية ماحولها حزنا على ضياع سعيده التى تعشق سرد سير الغربان.


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


==============================================================

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق