الخميس، 27 أكتوبر 2022

 بن تسنين

======


191

====

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات

==========

بن تسنين

======

يشتد صراخ صغار تل هلالين بالصحراء الصغرى على مشارف التسنين، ولم تعى صغيرات الامهات سبب بكاء أطفالهن فتوصى الجدات القديمات  بزيارة الجدة تسنين فى خيمتها لتهرول الامهات الى مقام الجدة تسنين كلما خاب مسعاهم فى ايقاف صغارهن عن البكاء والصراخ.

تدخل كل اثنتين الى باطن خيمة الجده تسنين ، وتضع الاولى وليدها بين يدى الجدة التى تبدأ فى هدهدته غناءا فيقل الصراخ .

تغرس الجده سبابتها اليمنى فى قلب البنانة تحمل قليلا من البن وترسلها الى جانبى اللثة السفلى فيتوقف الصغير عن البكاء ويقل بكاء الثانى على صدر امه .

تمسح الجدة بسبابتها اللثة العليا فيصمت الصغير بين يديها ويتوقف الثانى عن البكاء.

تفرغ البنانة من بنها فتضع الجدة ملعقة من الشاى على كوب من ماء بئر ابيها الذى حفره منذ زمن بعيد بجوار خيمته ومازال حتى الآن علامة من علامات الصحراء الصغرى لصفائه وعذوبة مائه .

تمر الجدة بسبابتها المبللة بعصير الشاى المرعلى لثة الصغير فيستعذبه ويكف عن البكاء .

يتوالى دخول الصغار على اكتاف امهاتهم يصرخون من شدة آلام التسنين ليخرجوا بعد قليل ضاحكين فى وجوه الباكين من الصغار الذين يصيبهم دور الدخول الى الجده هديه بنت هلالين ولد نور القابلة المشهورة بتسنين والتى نسيت اسمها كما نسوه أهل تل هلالين والتصق اسم تسنين بها.

يختفى البن من تلال الصحراوات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى فتستبدله الجدة بعصير الشاى المر ليخفف عن الصغار آلام بزوغ الاسنان مع اختفاء بن تسنين.   


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق