141
علموش
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
علموش
بنى علموش الصغير حظيرة كبيرة للتربية والتسمين متحسسا خطى ابيه عبده علموش الكبير الذى افنى حياته فى تربية وتسمين الابل والمواشى للغير حتى تمكن من فتح حظيرة صغيرة بجوار خيمتهم فى الخلاء المجاور لتل الطين والذى وضع عليه يده بعد امه نهيره زندو الغجريه ، وبدأ بتسمين عجل صغير استطاع ان يبيعه فى نهاية الموسم ليشترى عجلا وعجلة لبانى لم يبلغا بعد سن الفطام .
اهتمت فهيمه الركباتى ام علموش الصغير بالمواشى الصغيرة وشاركوا وليدها الصغير فى لبن الام حتى توثقت الصلة بينهم وصار الثلاثة اخوة فعزّ على فهيمه أن تفرط فى العجل والعجلة ، ورأى عبده علموش الكبير نار الفراق تطل من عينى ابنه الصغير حين عقد العزم على بيع الماشية فى السوق فأطفأها بقرار ان يستمر العجل كطلوقة يطلقه عبده على اناث ابقار ابناء تل الطين ممن يرغب فى الحمل من عجل علموش القوى الشهير فى الناحية كلها .
ذاعت شهرة بقرة علموش الولود التى تهبه عجلا أو عجلة كل عام فزاد اقبال ابناء التلال على علموش لشرائها .. زاد انتفاخ بطن بقرة علموش فى حملها الخامس الذى تزامن مع سن علموش الصغير ، ولفت الانتفاخ غير العادى كل عيون ابناء التل والتلال المجاوره وحار فى تشخيص الحالة كل بيطارى الوحدات المتناثرة فى المناطق القريبة والبعيدة ..
بدأت بقرة علموش رحلة آلامها الطويلة للوضع حتى حانت لحظات الخلاص ، ومازالت فهيمة الركباتى تهدهدها وتمسح عرقها الغزير فى الليل الشديد البرودة بعد أن غطتها بحرامها الكبير فى أول الليل لتحميها من البرد القارس .. وضع عبده علموش يده وطمأن زوجته وابنه بقرب لحظة الميلاد فمازال أمامها اربعة قراريط بحجم الاربعة أصابع بدون ابهام يد عبده ، ويطل عليهم المولود الجديد .
هدأ علموش وذهبت فهيمة الى خيمة حناو المولد فى أطراف التل لتأتى به قبل أن تفاجئهم البقرة .. غلب النوم عبده فنام .. جلس علموش الصغير الى جانب بقرته .. لم تطق البقرة الانتظار فأسقطت وليدها على يدى علموش فطار الصغير فرحا وسقط أسفل العجل الوليد ، ومازالت البقرة تصرخ من شدة الآلام فاستيقظ عبده علموش مهرولا لتهدئتها فوجد ابنه اسفل العجل الوليد ورأس ثانية تطل من بطن البقرة فأزاح العجل الصغير عن ابنه باليد اليمنى وساعد البقرة باليسرى فى انتزاع العجل الثانى حتى تمكن من اخراجه وحمد الله على سلامة البقرة والرزق الوفير الذى دق بابهم ، وانطلق مع ابنه ليبشرا فهيمة الركايبى التى تصل فى نفس الوقت مصطحبة حناو المولد ، ومازالت البقرة تصرخ فيدخل الاربعة ليستقبلوا الرأس الثالثة المطلة من بطن البقرة .. يشمر حناو عن زراعيه الخبيرتين اللذين يريحان البقرة فى دقائق معدودة ، وتمسح الام عرق ابنتها وتطمئنها مع استغراب حناو على استمرار البقرة فى الصراخ من شدة الالم بعد انتهائها من ولادة الثالث ، وتطل الرأس الرابعة من بطن الولود فيطير الخبر فى سماء التلال بعد أن وضعت البقرة العجل الخامس فتزاحمت وفود كل الاقطار المجاورة حول البقرة الولود يصورونها ، وتصارع أصحاب الحظائر فى اقتناء ابناء البقرة الولود .. لم يحتمل عبده علموش الفرحة الكبيرة فسكت قلبه عن الدق ليرث علموش الصغير وامه المنطقة الخالية والحظيرة الصغيرة التى اتسعت لتشمل العشرة فدادين المجاورة بعد ارتفاع ثمن البقرات الصغيرات وطلب ابناء التلال الدائم على عجل علموش الطلوقة القوى الشهير .
اصبح علموش أكبر تاجرابل و ماشية فى الصحراء الصغرى بأسرها ولم يزل فى العشرين من عمره ، وأصبحت حظيرته مائتى فدان خصص عشرة منها لعجله الطلوقة وبقرته الولود ، ومازالت فهيمه هانم الركايبى تشرف بنفسها على أكلهما وشربهما وترويحهما ، ويلازمهما علموش الصغير ويكثر من مداعبتهمتا صباح مساء .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
==============================================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق