الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

 خصى الثلاثاء

182

من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات

خصى الثلاثاء

تشرق شمس الثلاثاء المنتصف من كل اسبوع فيرفع خصيان ولد جديله أمه من فراشها فى قلب الخيمة  الى ظهر حماره، ويسير الى جوارهاحاملا شفراته والمسن فى كيس صغير من جلد الماعز قاصدا قلب سوق تل خصيصه.

ينزل خصيان امه من على ظهر الحمار ويجلسها بظل النخلة العجوز بالسوق ، ويعود الى حماره يلف حول بطنه حزاما من ليف النخيل المجدول ليعلق به مسنه الجلد ممسكا اياه باليسرى ويأخذ فى سن شفراته باليمنى   الواحدة تلو الاخرى.

تنتظم طوابير ابناء تل خصيصه والتلال المجاورة بأعلى الصحراء الكبرى  انتظارا لمجىء دور كل منهم امام خصيان ولد جديله امهر خاصى لجديان التل والتلال المنتشرة بشمال الصحراء الكبرى.

تبوء كل محاولات ابناء التلال بالفشل فى أن يطلقوا جديانهم على الاناث لكبر السن فيتوجهوا جماعات كل ثلاثاء  حيث سوق تل خصيصه الذى يأتيه خصيان ولد جديله ليريح ذكور الماعز من وسائل تواصلهم مع الاناث ويتهيأوا للتسمين كى يجدوا مكانا للبيع فى أسواق التلال.

يلقى خصيان بالقنوات والخصى الى امه فتجعلهم أكواما  لننكالب على شرائها نساء لتلال لتسرى الدماء فى اوردة رجالهن ، ويشعرن بدفئهن فى الليالى شديدة البرودة فى جوف الصحراء الكبرى.

تغمض عينا جديله بنت زياد دريهم فتلتهم اناث ماعز تل خصيصه الاكوام التى أمامها ، وتفتح أم خصيان عينيها لتوسع الماعز ضربا بالعصى وتلطم خدودها على ضياع جهد ابنها طوال اليوم فى قطع خصى الثلاثاء.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


================================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق