الغجر عوالم
139
ونس الليل
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
ونس الليل
ياتى الليل حاملا صمته يلف حى غجر نيس فيعلو فحيح الافاعى فى تل الريح الذى يتوسط السبعة احياء للغجر .. تتسلل صوفا بنت ست ابوها الى خلف الخيمة .. تنظر الى السماء ترقب بزوغ نور اول نجم لينزاح اول الكوابيس التى تجسم على صدرها مع قدوم كل ليل .
يبدأ انتعاش صوفا مع ملامسة اصابع رقيقه ليد حنين ولد غريبه الدايه لجلد رأسها بعد ان يخترق غابات شعرها الكثيف فمنذ بلوغهما وهما يلتقيان بعد الغروب خلف خيمة ست ابوها لتحكى له صوفا عن مغامراتها اليوميه مع رجال قبائل الاحياء المجاوره وهى ترى الطالع لهم وينفث حنين الدخان فى وجهها لتكمل رسم قصصها التى تمتعه كثيرا ، وتحلم صوفا ان تصبح ذات يوم مثل كحيله الغجريه الراقصة الذائعة الصيت فى الملاهى الليلية الكبيره والبارات التى انعم عليها جلالة الملك بلقب البكويه ومنحها اقطاعية تجرى فيها الخيول فلاتبلغ مداها ، ومنذ ذلك الحين اصبحت كحيله نائبة عن احياء الغجر السبعه والمسؤوله عن تلقى شكواهم وتوصيلها الى الديوان الملكى ، وصوفا مازالت تحلم بان تحل مكانها فى الاوساط الراقيه .
يمسح حنين ولد غريبه الدايه على شعر صوفا فى آخر الليل لينزاح آخر الكوابيس التى تلازم صوفا . . ويصطحبها فى رحلة النزول الى اسفل الغطاء بجوار امها ، ويهرول حنين الى خيمتهم مرتميا فى حضن امه يرجوها ان تخطب له صوفا التى يعشقها منذ الصغر وتحمل احلاما يرجو ان يشاركها فيها .
يعلن شيخ حى غجر نيس فى اليوم التالى عن زواج حنين ولد غريبه الدايه على صوفا بنت ست ابوها فتقام الافراح والليالى الملاح التى يشارك فيها كل اولاد الغجر ابتهاجا بالعرس ا لجميل .
لايتقدم حنين ولد غريب الدايه خطوة نحو تحقيق احلام بنت ست ابوها صوفا مكتفيا بانتظارها عائدة من الاسواق تحكى له حكاياتها القديمه والجديده ، ليشرب اللى جوارها الشاى الاسود وينفث فى وجهها الدخان .. فقررت ان تتركه الى جوار غريبه الدايه وترحل الى العاصمة لتبدأ وحيدة تحقيق اول خطوة من خطوات حلمها الطويل
.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com
===================================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق