المناخ
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
المناخ
نخ ..خ ..خ..خ..خ ..... نخ .. خ ..خ ..خ..... نخ .. خ .. خ ..... نخ ..خ.
يشد كل رجل من رجال القوافل عقال بعيره الى الاسفل حتى يبرك فى المناخ الذى حدده نويرى سرحيس أشهر أدلة دروب الصحراء الطويلة الملتوية و الذى يقود قوافل التجارة القادمة من أقصى الشمال صيف هذا العام فى رحلة العودة الى الديار محملة ببضائع تجار البوادى.
يقرر ظل المثل انحساره من جهة الغرب الى اسفل الابل الباركة والرجال حتى يختفى فتشتد حرارة الشمس .
يفرغ الرجال من اقامة مخيماتهم ليسقطوا داخلها هربا من نيران شمس منتصف النهار المتقدة .
تزحف الابل على ركبها باركة تستظل بشجر الشوك .
يتعجب رجال القوافل من خيوط العناكب التى تغطى شجر الشوك ، وجفاف بقايا الابل المغادرة للمناخ منذ شهور فيتجهون بالسؤال لنويرى سرحيس الذى ضربته شمس البارحة فتداخلت الصور فى عينيه مستقرا على الاقامة بهذا المناخ.
رفض الدليل نظرات اتهامه بالجهل فى صميم عمله الذى قضى فيه أكثر من نصف قرن من الزمان مستنكرا تعجبهم وغط فى نومه محموما بخيمة المقدمة .
ستنال القوافل قسطا من الراحة وقد تبيت عندما تتيقن من سلامة وأمان المناخ بعد مشقة ايام متتالية من السير ليل نهار صعودا الى مناطق الربوات تجنبا لسهل وادى الافاعى وسهل وادى العقارب وسهل وادى السباع والوحوش الضوارى .
اكد دليل القوافل بين اليقظة والمنام بعد المناخ المختاراميال كثيرة عن سهول وديان الردى فاطمأن الجمع.
تتبرم الابل الباركة تبرما غير عادى بعد طعامها وقضاء حوائجها لشعورها بزواحف تقترب من المناخ .
تنقض بعض الافاعى والعقارب على الابل الباركة تبثها السموم .. يصيب الذعر والهلع الابل المسمومه فتنطلق الى البرية لتتساقط الواحدة تلو الاخرى بالقرب من المناخ الذى توحد رجاله فى مواجهة القلة من الزواحف وقتلها .
يزيد الرجال من صب قرب الماء على ام رأس نويرى سرحيس الذى أفاق معدلا من خط سير القوافل بعيدا عن المناخ المهجور والذى كاد ان يأتى على نهاية قوافل تجارة الصيف القادمة من الشمال تاركين عشرة من الابل فريسة للافاعى والعقارب، ومازال بحثه متواصلا للمبيت فى مناخ آمن.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com