السبت، 21 نوفمبر 2020

 شهريار الملك ينصب حاكمه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات




شهريار الملك ينصب حاكمه

 


أجمع شهريار الملك وحكماؤه وعلماؤه وعمال مملكته على تنصيب كبير رعيان وادى البراح حاكما للوادى والمسؤول عن ادارة شئون الرعية الصغيرة قبل الكبيرة  فى القطاع الشرقى من الصحراء الكبرى ، وأصبح جليوطه الصقر بعد الاجماع حاكما بأمر شهريار الملك  .. فتح الحاكم بأمر شهريار  أبوابه ليل نهار لمقابلة أبنائه من افراد الرعية حتى يقف على المشاكل الكثيرة التى تعرض لهم من جراء تعرضهم للهواء الملوث فى حالة تعذر حصول أحدهم على انبوبته اليومية المضغوطة والنقية من الهواء .

باءت كل محاولات الحاكم فى تنقية الجو من التلوث بالفشل .. يدخل الرجل معمله طوال الليل الى أن توصل الى ابتكار ميكروب يلتهم الميكروب الذى يسيطر على أجواء مملكته والذى أرسله علماء الامبراطورية المجاورة حتى يتخلصوا من سكانها فتكون مزرعة كبيرة لخيولهم وماشيتهم التى لاتعد ولاتحصى ، ومقبرة لنفايات البكتريا التى يدأبون على تطويرها بشكل دائم .

أفلست كل محاولات علماء مملكة جليوطه الصقر وحاكمهم فى مجاراة التطور اللاهث الذى يتوصل االيه علماء الامبراطورية المجاورة   فاستسلموا لقدرهم المحتوم والقادم لامحالة .

ازدحمت مائدة الامراء المستديرة بالوجوه الحزينة على ماستفقده من صلاحيات كبيرة وأمر ونهى ومنح وعطايا كان الامراء ينعمون بها على الفقراء من ابناء الرعية فيقابلون بالحمد والشكر والثناء الدائم الذى كان يبهج قلوبهم .

أعمل حكماء وفلاسفة مملكة جليوطه الصقر  عقولهم وخرجوا على الحاكم بما توصلوا اليه من قرارات تنص على اقامة جدار عال بطول الحدود المشتركة بين المملكة والامبراطورية الممعنة فى صناعة الشرور  حتى يطمئنوا على سلامة التربة لديهم ولاتتمكن الامبراطوريات المجاورة من دس اى مواد مسممة فى مصادر المياه بعد أن لوثوا السماء .. كما أوصى مجلس الحكماء والفلاسفة على صناعة غلافا جويا يكون بدايته الجدار العالى فى نقطة الالتقاء مع الخصوم وتكون نهايته عند عند نقطة الالتقاء مع الاصدقاء  .. استبعد الحاكم الحلول المعقدة التى جاء بها الفلاسفة والحكماء لعدم توفر الامكانيات المادية للمملكة التى استنزفت معظم اقتصادها فى محاربة كل جديد ترسله امبراطورية الشرور من ميكروبات حديثة ، ومازال علماء المملكة غارقين فى معاملهم بحثا عن حلول أكثر ايجابية وأكثر سرعة .

تتوالى ورديات عمال مملكة جليوط الاربع بلاانقطاع حتى يتمكنوا من تسليم ابناء المملكة حصصهم من انابيب الهواء المضغوطة النقية حتى لايختنقوا مع وصول مستوى الهواء فى انابيبهم الى درجة الصفر .

ثمل عصمون القوادر رئيس وردية العمال الرابعة حتى خرج بفكرة فى تمام الثانية عشرة الاربعا مساءا قبل نهاية ورديته بربع الساعة وشرع فى تنفيذها قبل عرضها على رؤسائه الذين سيعرضونها بدورهم على الفلاسفة والحكماء حتى يصلوا الى الحاكم  .. أكثر عصمون القوادر من شراب صديقته الصغيرة شنشات التى لم تتجاوز العشرين من عمرها حتى سقطت فأضرم فى جسدها النار وتمكن من خلع غطائه الواقى الذى يرتديه فى مساحة المائة متر مربع ، وأعاده ثانية لينطلق مهللا حاملا البشرى الى الحاكم نفسه بعد أن تيقن من النتيجة .

قرر الحاكم بعد التيقن من صلاحية القرار لدى مجلس الامراء والعلماء والحكماء والفلاسفة بحرق جثث الفتيات اللائى فى سن شنشات ، وتمكن الجميع من خلع الاغطية الواقية فعمت الفرحة المملكة التى أصيبت بعد فترة قصيرة من الزمن بعدم القدرة على الانجاب لحرقهم كل جثث النساء بعد البنات البنوت ، وأقلع الخصوم عن ارسال البكتريا الضارة بعد تعاونهم الوثيق مع عصمون القوادر رئيس عمال الوردية الرابعة الذى أصبح بعد ذلك حاكما لاقليم جليوط الصقر التابع لامبراطورية الشرور .. وهنا ادرك شهريار الصباح مظلما بعد اعدام حاكمه على القطاع الشرقى من الصحراء الكبرى جليوط الصقر .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق