السبت، 14 نوفمبر 2020

 ديدان التمور


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


ديدان التمور


تتسلق جيوش ديدان التمور  السوداء جذوع النخيل وقت حصاد التمر فى صفوف منتظمة حتى يثقل وزنها فتميل الجذوع لتسقطها فتتنفس بحريه .

يعيد الدود تنظيم صفوفه ويتحرك حتى يصل الى ملتقى الجذوع بجريد النخيل الحامل للتمور  موزعا أعداده الهائلة على كل جريد نخيل واحات الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى  فيخف وزنه ولايسقط . .

تخترق الديدان غابة الأوراق الخضراء المتشابكة لتصل الى التمر، وتصوب سهاما الى الجدران فتكشف عن القلب ليتساقط ويبقى لحم التمرة فتلتهمه الدودة  السوداء فى ثوان معدوده . .

يبلغ طالعوا النخيل اصحابه فى كل واحة   فيسارعون بعقد اجتماعات طارئة ليسفر عن اتصالهم  بتجار المبيدات فى الحضر المجاور لكل واحة  ويتم تحميل البراميل  ويأتى الرشاشون ، يطلقون سحائب الدخان التى تغطى حدائق النخيل  الواسعة فتنال من الضعيف من جيش الديدان ويأخذ القوى مناعته .

يكلف صاحب كل حديقة نخيل اتباعه بجمع الأنفار لتنقية الدود وحرقه حتى ينقذ ماتبقى من المحصول .. يسرع الاتباع  الى التلال  المجاورة ويتفق مع مقاول الأنفار الذى يأتى بسوليه حسانو أقدم نساء الحلب التى تعمل فى لم الدود فتأتى بأنفار الحلب لتتمكن من انقاذ الواحات من خطر الديدان السوداء الجائعه .

يقف اتباع شيخ قبيائل الفرايطه ومقاول الأنفار وسوليه حسانو على رأس ثلاثمائة نفر .. ينتظم الرجال فى صفوف تواجه الديدان .. تعطى المرأة مائة طبق من الخوص الصغير لابناء الحلب لجمع الدود فيسارعون الى مكان الحريق خارج الحدائق  ويتم حرق الديدان .

لايجد ابناء الحلب أطباقا أخرى لوضع الديدان التى يلتقطونها فيربطون جزوعم بأذيال جلابيبهم ليصبح النصف الأعلى حوافظ يلقى كل منهم فيها دوده من فتحة الصدر حتى تمتلىء الحوافظ فيهرولون الى الحريق ليزيدوا من اشعال ناره التى تلتهم المزيد من الديدان .

تضع سوليه على رؤوس ابناء الحلب مظلات من الخوص لتجعلهم أكثر صبرا مما يدعو مقاول الانفار الى تمييزهم فى الأجر فينال كل نفر من المائة الحلب درهمين  ليجمع أخبار رجال ونساء تل  الكوليه الأجراء من غير اولاد الحلب  لينقلها الى سوليه التى تنقلها الى شيخ القبائل فيقرر استبعاد غير القادرين  على جمع الدود ويعطى بقية المائتين من نساء ورجال الكوليه درهما  واحدا للنفر .

يظل ابناء تل الكوليه الأجراء يضعون الدود الاسود فى صدورهم فتتسع أفواه الدود لتتجه الى البطون الضعيفه فتخترقها لتلتهم الأمعاء ويسقط رجال ونساء الكوليه فيفقد شيخ القبائل  ثلثى ماتبقى من المحصول لينزل بالدرهمين  الى واحد للنفر من ابناء الحلب وتضيع عمولة سوليه التى تأخذها عن كل نفر درهمين  من اسبوع عمل  النفر كما يفقد نفس النسبة مقاول الانفار ، وتعوى بطون فقراء الصحراوات من احسان شيخ القبائل عليهم  خمس محصول التمر من كل عام والذى كان ينوى تقديمه صدقات كما يفعل كل عام لكن الديدان السوداء التهمت ثلثى المحصول  فخيبت كل الظنون هذا العام فى بر واحسان شيخ مشايخ القبائل كما التهمت بطون ابناء الحلب .    .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق