الأربعاء، 25 نوفمبر 2020

 سبيرتو زياده


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



سبيرتو زياده



ينظر زياده الشبيهى الشهير بسبيرتو زياده الى الشدد  التى تمسك البيوت الشقف  التى توشك على الانهيار بعد الهزّة الارضية الشديدة التى اجتاحت الصحراوات  فرقصت على أنغامها البيوت  نصف العمر وسقطت القديمة لتكون قبورا لساكنيها فى واحة ام رحمه بالصحراء الكبرى وبالتحديد عند مجمع حدائق النخيل المعمرة.  .

يعد زياده  العروق الخشبية الطويلة التى تتكون منها الشدّد وتروق له فسيصبح بعد أيام قليلة مقاولا كبيرا .. يدخل خفير  الدورية الدرب  فيراه زياده  الذى يقف وحيدا فى درب خميره ليتشاغل عنه بشرب كمية من زجاجة الكحول التى فى يديه ثم يسرع الى تخبئتها فى جيبه قبل أن يقترب .

تفوح رائحة الكحول من فم زياده  لتلامس وجه الرجل فيسأله عن سبب وقوفه فى هذا المكان بعد انتصاف الليل فيتلعثم زياده  من شدة أثر الكحول ويجيب : أشم بعضا من الهواء .

- فى هذا البرد القارس ؟

- كان قلبى مقبوض .

- طب ادخل من البرد .

انصاع زيدان لأمر خفير  الدورية حتى لايعرض نفسه لتحرير محضر سكر والقبض عليه للاشتباه فسارع بالدخول الى خيمته الملاصقة للبيوت الشقف  ، وواصل الرجل تفقده لبيوت الدرب المحكمة الاغلاق ثم يغادر الى الدروب المجاورة.  .

يوارب زياده  باب خيمته  ويقف خلفه ليطمئن على خلو الدرب من المارة ،  ويخرج لتقلب عيناه  الأعمدة المتقاطعة والتى تمنع البيوت من السقوط ، وتمتزج فى العينين الصغيرتين لتصبح عدّة كبيرة له كمقاول ينشد رضاه كل العمال .. سيتجاوز زياده  صفوف الأنفار بمجرد حصوله على الأعمدة الخشبيه الخمسمائة وسينتقل الى مصاف الأثرياء .

أصدر زياده  صفيرا متقطعا لينزل الشباب من أماكن اختبائهم والذين جاءوا بناءا على طلبه من نزلة تل اولاد الحلب لفك الأخشاب من واجهة البيوت  ، وبدأ العمل لينتهى قبل خروج السكان الى صلاة الفجر .

حمّل زياده  الخشب المسروق على ظهر الجرار الذى  انطلق مسرعا الى نزلة التل  .. بدأ خروج المصلين ليصحبهم سقوط واجهة البيوت التى  فقدت  شدّاتها .. فتعانقت بمن فيها من السكان وقبلت وجه الرمال ليصبح زياده  سبيرتو واحدا من المقاولين بعد سرقته للشدد.

 .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق