حفر راقوش شوشى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
حفر راقوش شوشى
توصل الامير راقوش شوشى الى حل يخلصه من جموع الورّاقين المارقين .. أمر بحفر حفر فى قلب الدروب التى يقطنونها وتم تغطيتها بالجريد وعسب النخيل حتى اذا ماخرج الورّاق الى دكانه يسقط ولايستطيع الخروج حتى تأتى اليه النجدة من اى مكان اذا ماسمع صوته .
خرج سهيل الزريقات حاملا كومة الكتب التى سيعرضها فى سوق الورّاقين ، وخطا خطواته الواثقة كالمعتاد فهو يعشق الصحراء ويرتبط بها كثيرا ولايحب ان يجاوزها حتى يثبت القدم ليرفع الاخرى فيصل الى حافة حفر راقوش شوشى العميقة وتنزلق قدم سهيل لتتهشم عظامه ويروح فى اغماءة طويلة امتد ت من الصباح الباكر حتى آذان صلاة الظهر ، ولم يعر أحد من المارة اهتماما الى الساقط فى قلب الحفرة العميقة وهم قليل بعدما غادر معظم السكان الدرب الذى يسكن فيها سهيل الزريقات الى خيام أخرى بعيدة حتى لايصيبهم أذى راقوش الذى يتفنن رجاله فى أذى سهيل لتطاوله الدائم على اصحاب المقامات الرفيعة واعمال فكره فيما يكتب ، وهذا يغضب راقوش كثيرا لانه يخشى على عقول ابنائه من الرعية من فكر سهيل .
استيقظ سهيل من رقدته غير قادر على الحركة فأصدر عدة استغاثات بأعلى صوته الذى ضعف جدا حتى لم يكد يصل الى آذان أحد من المارة .. خرج عدنان ابن سهيل الزريقات ليلحق بوالده فيساعده فى السوق ... وقعت عينا عدنان على أوراق والده المتناثرة حول حافة الحفرة الكبيرة فأطال النظر ودقق ليجد المزيد ملقى بطول عمق الحفرة فأخذ يجمع ماتستطيع يداه الامساك به أمام الرياح التى تهب وتتوقف ثم تعود لتهب ثانية .. وصلت استغاثة سهيل ضعيفة متهالكة الى آذان ابنه فرد عليه عدنان ملبيا وطلب منه الانتظار قليلا حتى يأتى بالمساعدة .. جرى عدنان تجاه المنزل وأحضر امه واخوته الخمسة ومدّ حبلا سميكا طويلا ليمسك الخمسة أولاد والام بالطرف الاول ويلقى عدنان الى ابيه الطرف الثانى .. لم تقو يد سهيل على الامساك بالحبل فأسرع عدنان بالنزول الى الحفرة وحمل اباه على كتفه وأمسك بالحبل وبدأ التسلق حتى تمكن من الوصول الى حافة الحفرة ليأخذ اخوته بيده ويحملون اباهم ، وتوبخ زمرده الزوجة سهيل على اصراره على تعكير صفو مزاج ولى النعم الذى أوشك أن يأتى على نهايته فى حفره القاتلة .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق