لجان فوز دحلاب
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
لجان فوز دحلاب
تتفرع لجان فوز دحلاب عقود الكثيرة وتتشعب لتستوعب مئات الآلاف من العاملين فيها من أسفل قاعدة الشكل الهرمى حتى قمته ، وتتجمع مقاليد الأمور فى أيدى عشرين وكيلا أولا للجان ، يأتى على رأسهم وكيل أول لجنة الهواء ووكيل أول لجنة الماء
وتنتهى مقاليد الامور الى فوز دحلاب عقود ليقرر مايراه صوابا .
تشكلت أمس الأول لجنة خاصة جدا بتوزيع أنابيب الهواء فى المنطقة التى فرّ منها الهواء هاربا الى البقعة المجاور بسبب الزحام الشديد وزيادة الكثافة السكانية التى بلغت الذروة فتقاتل البشر على ماتبقى من كميات محدودة للهواء لم تتمكن من الفرار
خرج وكيل أول لجنة الهواء مساء أمس يخطب فى الجماهير وسط الرحبة الفسيحه ووقع اختياره على عشرة آلاف فرد من الجمهور وأعطى لهم اشارة الدخول للعمل فى مصنع تصنيع أنابيب الهواء ، وانطلقت الشرارة ليتم انتاج مئات الملايين من الأنابيب ، كما افتتح معاليه مائة مصنع لملىء الأنابيب ، وتشكلت لجنة لتوصيلها الى سكان الثلاث صحراوات بدلا من التجمعات التى ستؤدى الى كارثة
تدلت ألسنة المحتشدين حتى لامست الرمال أسقل اقدامهم تعانقها من شدة العطش فخرج وكيل أول لجنة المياه ودفع برجاله الى ازاحة أغطية آبار الماء المالحة التى تم تحليتها مؤخرا بعد جفاف بطون الصحراوات والآبار المختفية اسفل تلال الرمال حتى العشرين بئر التى يملكها فوز دحلاب عقود .. تدافع الصغار والكبار على عيون الآبار المحلاة ليأخذ كل منهم من مسؤول البئر جرعة ماء مخلى من الملح ، ومازالت الألسن بطول الأجساد ملتصقة بحصى الرمال من شدة العطش
أغلقت لجان الطعام أبوابها بعدما سلمت آخر ما فى مخازنها من خبز للصفوف الممتدة أمامها بطول الصحراوات وعرضها ، وأضربت حدائق الواحات عن الانبات لتشقق تربتها بسبب اصابتها بهزّات الصيف الماضى المدمرة التى أدت الى خلخلة نسيجها وصعود الطبقات الصخرية الى السطح واختفاء الطبقات الطينية التى تكسو آخر طبقة رملية .. أطبقت الأيدى على ماتبقى من بقايا خبز واتجهوا الى لجنة الكساء التى أوصدت أبوابها بعد أن خلت من النسيج فتوقفت الالات
قرر وكيل أول لجنة الميلاد تجريم الحمل وأصدر قانونا بحبس الحوامل للتخلص من الأجنة قبل أن تتكوّن ، وتوسعت لجنة الوفيات فى انشاء المقابر الجديدة كى تستوعب الزوار الجدد لانتشار الوباء الذى حل بالصحراوات مع اختفاء لجنة الصحة وسائر اللجان التى أخذت فى التلاشى التدريجى مع الكل، ومازال فوز دحلاب عقده يراقب الموقف من بعيد مع لجانه المختلفة .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق