فاعل مجهول
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
فاعل مجهول
حاول شيمو شابى أن يبعد صديقه نور علام عن مرمى طلق نارى لبارودة معروفه لكنه لم يتمكن ونال منه .. تجمع المارة حول الجسد الملون بالدم الملقى على الرمال يبكى الى جواره شيمو شابى.. صاح شيمو طالبا النجدة فمازال قلب نور يدق ونفسه يدخل ويخرج .. حال الزحام دون وصول الصوت الى الآذان فظل شيمو يلطم الوجه حتى يلفت النظر الى طلب الاستغاثة .. تكالب الزحام وضيّق الخناق على شيمو وصديقه المصاب .. زحف شيمو من بين الاقدام حتى تمكن من الاختراق وزرع نفسه أمام بغال أحد المارة فأوقفه وقبّل يده كى يساعده فى نقل صديقه الى أقرب مشفى بالحضر المجاور لتل الدم بالصحراء الصغرى .. رقّ قلب الرجل لحال شامى وساعده فى نقل الجسد الهامد الى الخلف منه على ظهر البغل وانطلق الرجل الى المشفى .
سار شيموالى جوار البغل وصديقه يمسح الدم السائل على وجه نور ويحرك بسرعة كلتا يديه على الصدر ليعين القلب على ضخ الدماء حتى تحركت عيناه فسرت السكينة فى أوصال شيمو واطمأن صاحب البغل على عدم المساءلة .
" مالنا احنا ومال تل الدم واصحابه مايعملوا اللى هم عايزينه .. يتم تأجيرهم للقتل .. يزرعوا الخشخاش وكل صنوف المخدرات " يؤنب شيمو صديقه نور سليط اللسان فيفتح نور العينين ويغلقهما رفضا لما يقوله شامى .. " أحذف لأ من قاموسك " .. يحرك نور الرأس الى الجهة الاخرى .
وصل البغل أخيرا الى المشفى واستطاع الطبيب اجراء خمس عمليات عاجلة فى الرأس والجذع والاطراف ، وتم استدعاء المخفر الذى قيّد الحادث ضد مجهول فلم يتمكن شامى أوأحد من الواقفين من التقاط أى علامة من علامات الطلق النارى تدل على صاحبها .
حمد شيمو الله على سلامة صديقه وكرربالحاح أن لايعود ثانية الى سلاطة لسانه حتى لاتقيد الحادثة القادمة ضد مجهول .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق