خروج الرائى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
خروج الرائى
جاء الامر العالى من الباب الخلفى بتحريك باب الخيمة طوال الليل والاستماع الى دقات القلب العالية للقابع فى خيمته حتى يمل الساكن الاقتراب من باب خيمته خروجا فتغلق دونه كل الابواب .. وقف ابراهيم زعانف وصديقه عمرون الخولانى يتبادلان الصوت همسا و العبث بباب الخيمة كما أمرت دعيده حسانى الرمه حتى ينجحا فى مأموريتهما اغراق الساكن فى قلب الخيمة فى بحر الخوف ، وسب الاثنين لأبى مؤنس الرائى وامه التى ولدته وتسببت فى تعكير صفو ملكة الليالى الجميلة فى وادى الرعيان بما اشاعه من أن دعيده قد نالت حديقة يجرى فيه الخيل مقابل ليلة دافئة استجمع فيها زعيم قبيلة الرعيان كل قواه ليتواصل مع دعيده فى رقصها الذى ادمى كل جزء من جسده المعطر ، وشاع الخبر بين اميرات وجوارى مملكة الليل فطاردن الزعيم رغبة فى نيل حتى ولو القليل فى الليالى الباردة .
قرر زعيم قبيلة الرعيان بالوادى الاصفر مغادرة مملكة الليل لعدم قدرته على المواصلة واصابته بالهزال وعدم القدرة على السير مما ادى الى حمله الى قلب واديه كى يتم علاجه على ايدى امهر اطباء باديته البعيدة .
تناقلت اميرات مملكة الليل وجواريها السبب الحقيقى الذى ادى الى تأزم زعيم قبيلة الرعيان فلقد سمعت كبيرة الاميرات مؤمن الرائى عازف الناى جميل الصوت يسر الى احد اصدقائه ماكان من امر دعيده حسانى الرمه واستدراجها لزعيم قبيلة الرعيان اسفل تل الحنان حتى وقع فى غرام عينيها التى لاتقاوم ومنحها المقابل .
وصل الخبر الى آذان ملكة الليالى الجميلة خادمة امبراطورة الحسان فاستشارت سيدتها التى أشارت عليها بمطاردة غلمانها للرائى حتى يغلق باب خيمته دونهم فلايطلبه محبوا نايه وصوته الجميل فيضمر ويتلاشى لتتخلصن من طولة لسانه .
أغلق الرائى باب خيمته أمام مطاردة الغلمان ومكث لايام طويله حتى فاجأه عبثهم بباب الخيمة والذى لم ينقطع منذ عشرة أيام على التوالى وسب الغلمان لأبى مؤمن وامه سر وجوده واللذين تسببا فى برودة اجسادهم بعد رحيل زعيم قبيلة الرعيان الذى لملم الدفىء اسفل ابطه ولم يخلف سوى الثلج والصقيع .
تساقط الغلمان الواحد تلو الآخر الى جوار خيمة الرائى ولم يتبق منهم سوى ابراهيم زعانف وعمرو الخولانى اللذين اصرا على تنفيذ امر سيدتهما دعيده حسانى الرمه حتى يضمر صوت الرائى الجميل ويتلاشى لتتخلص دعيده وسيدتها من لسانه الطويل وصوته الجميل الذى يتجمع حوله الكثير.
اشتد الصقيع فى مملكة الليل وغطى الجليد اجساد الاميرات والجوارى والغلمان الذين توسدوا الرمال الفسيحة والتصق ابراهيم زعانف وعمرو الخولانى برمال الجليد امام خيمة الرائى .
زادت السماء من تدفق جليدها لتحتضن فى قلبها ابراهيم زعانف وعمرو الخولانى وكل الغلمان الملتصقة اقدامهم بأقدام الاثنين الواقفين .. سقطت مملكة الليل ورحلت الملكة وسيدتها والاميرات والجوارى مع اول ضوء للصباح فخرج مؤمن الرائى يتنفس الهواء البارد الجميل ليخلف نظرة ازدراء على جثث الخلاء التى غطت الرمال المحيطة بخيمته .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق