الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

 دلاء فوز دحلا ب


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


دلاء فوز دحلا ب

عقد فوز دحلاب عقود العزم على استبدال دلاء آباره العشرين بميكانات شديدة العزم كى يتمكن من سد احتياجات سكان الصحراء الكبرى من الماء شربا وزراعة بالتقطير.

استقرت الميكانات العشرون على وجوه الآبار تنزع الماه من جوف الصحراء ليل نهار بدون توقف حتى مطلع الشهر القمرى الجديد.

استيقظت الشمس وكانت فتية لتزيد من ارتفاع درجات حرارة المكن .  

تتناثر قطع الغيار الصغيرة جدا داخل المكن  بعد  ارتفاع درجات حرارتها وعلو شدة التيار الواصل اليها والذى أدى الى تصاعد الأدخنة الكثيفة .. تتأوه القطع من شدة الاحتراق والألم فلقد كانت الصدمة شديدة جدا عقب تلف المحولات  الذى تؤدى الى انخفاض شدة التيار الى الأقل 

كانت المحولات  قد أصدرت عدة اشارات تحذيرية ، ولم يلق الرجال المسؤلون عن المتابعة أى اهتمام مما أدى الى تلف المحولات التى  تسببت فى قرب نهاية قطع الغيار الصغيرة جدا والتى تتآزر مجتمعة فى تشغيل المكن . 

وقف رجل المتابعة أمام اللجنة ليجيب عن بعض الأسئلة ويعطى اجازة يومين بالاضافة الى عطلة نهاية الأسبوع للعاملين  حتى يستعيد قدرته على متابعة الأجهزة التى سيتم تغييرمحولاتها وقطع غياراتها الصغيرة جدا 

تتشكل لجان كثيرة الأولى لفتح الأجهزة والثانية لتحديد نسبة التالف من القطع ، والثالثة للتكهين والرابعة لفتح مظاريف  عطاءات القطع البديلة والخامسة للاستعداد للسفر خارج المناطق الى كل الحواضر المحيطة  لاستيراد القطع الاحتياطى والسادسة لاستلام شيكات الثمن والصرف على اقامة واستمتاع اللجنة المسؤلة عن شراء الاحتياطى وراحة الوسطاء ثم العودة سالمين غانمين محملين بالقطع البديلة لتسليمها الى المخازن 

تحاول القطع المحترقة النهوض حتى لايتم اعدامها فى المراجل الكبيرة التى ستحولها الى سبائك للاستخدام فى أغراض أخرى .. تعجز القطع وتبوء كل محاولاتها بالفشل فتستسلم انتظارا لمصيرها المشؤوم بعد عودة رجل المتابعة وقد استعاد كل قواه البدنية والذهنية .. ينظر الرجل باشمزاز الى المحولات والقطع القديمة ، ويعطى الاشارة للجنة بفتح الأجهزة وتتابع سائر اللجان أدوارها حتى يتم نزع كل قطع الغيار التالفة لتلقى فى المراجل شديدة الغليان فتتحول من الصلب الى السائل مصدرة كل الاستغاثات والصراخ والعويل الذى لم يلق استجابة واحدة من جموع الواقفين 

وقف رجل المتابعة مستمتعا وهو يرى نهاية قطع الغيار الصغيرة جدا مصدرا ابتسامة صفراء باهته، بعد ان  قرر فوز دحلاب عقود العودة الى استخدام دلائه لاستخراج الماء من قلب الصحراء حتى اشعار آخر.

 

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق