الجمعة، 18 ديسمبر 2020

 سلاحف بنت سحيله


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


سلاحف بنت سحيله


توسع فهيمه بنت سحيله الراعى عبدها زقرب ضربا بالعصى ولايستطيع ان يرفع عينيه فى وجهها لانها فى مكانة امه التى تعهدته منذ الثالثة من عمره.

غلب النوم زقرب فلم يقدم وجبة العشاء للعشرة سلاحف التى تعوله مع سيدته وابيها فكان نصيب زقرب العصى التى نالت من جسده حتى لايقصر فى آداء واجبه .

يهرول زقرب الى السلاحف فى قلب خيمتهم ، يداعبهم اثناء تناول الطعام حتى ترضى عنه سيدته التى كانت له اما لم تلده حين ضل الطريق بعيدا عن قافلة ابيه ملك مملكة الليل التى تقع جنوب الصحراء الصغرى بالقطاع الجنوبى حيث تحرق اشعة الشمس بشرة  ابناء هذه المنطقة فتكسوهم بلون العنبر ، ولم يعثر الصغير على اسرته وفقدت الاسرة الامل فى العثور على صغيرها فى دروب الصحاء الواسعة .

تبنت فهيمه الصغير فى بادىء الامر ، وحين شب عن الطوق اتخذته عبدا ولم توقفه على اصله الذى اوقفها عليه سحيله الراعى ابوها عندما رأى سحابات الاسى والحزن تظلل وجوه الملك وقافلته ، وحين عاد الى خيمته وجد الصغير فى حضن فهيمه ترضعه فطارصوابه حتى أكدت له قابلة تل الولايا  عذرية ابنته بنت البنوت .

أبدت فهيمه رغبة عارمة فى تبنى الصغير الذى احبته فكان لها ماارادت وصمت الراعى .

ترعرع زقرب مع سلاحف بنت سحيله فأحبها وأحبته ، وقصد سلاحفها نساء البوادى ممن يرغبن فى الحمل بعد انقطاع كل امالهم فى اوزواجهن من كثرة الاعمال السفلية التى توثقهم .

تدخل النساء افواجا لتأخذهن سنة من النوم فيطلق زقرب السلاحف لتوسع النائمات عضا فتشفين ويحملن اجنتهن .

اتم زقرب الخامسة والعشرين من العمر مع دخوله خيمة السلاحف منذ شهر مضى وحين تأكد من نوم النساء وأطلق السلاحف لم يقاوم الرغبة فى النوم فنام فتوجهت السلاحف الى جسده النحيل بعد ان فرغت من الاجساد البضة الناصعة البياض واوسعته عضا مما أدى الى انتقال الارواح الشريره التى كانت تسكن اجساد النساء الى جسد زقرب الذى لم يقو على النهوض على قدميه مرة أخرى مكتفيا بالاشارات المتوتره من يده وعينيه .

تواصل فهيمه بنت سحيله الراعى بحثها الدائم فى دروب الصحراء الوسيعة  عن زقرب صغير تتبناه ثم يصبح لها عبدا حتى لولم يكن ابن ملك مملكة الليل .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


  


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق