الاثنين، 16 نوفمبر 2020

انين الغريب


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات



انين الغريب

 

يئن الملقى على الأرض .. يحاول أن يستند على حجر كبير كى يتمكن من العودة الى خيمته .. لايستطيع .. تصطدم رأسه بالحجر فيغمى عليه ليسقط خلفه  مما أدى الى حجبه عن عيون المارة بتل نعايمى الدون  اوحتى خفر شيخ القبايل شعلون عنيده شيخ مشايخ قبايل تل نعايمى الدون  فلن ينقذه احد .

أصاب الصمت عيون كل سكان التل الذين فتحوا عيونهم على نهر الدماء المتدفق من جانب الغريب ومن رأسه .. تجلس النساء على قارعة الدروب  يثرثرن فيما فعلن مساء الامس فلقد كن يتحسسن المواقع فى خيامهن المظلمة لعدم مرور بائع الجاز  البارحة فنام الرجال مخلفين  النساء يقظات حتى ظهور نور صباح اليوم التالى ، وواصلن أعمالهن بلاانقطاع    حتى يلتقين بالرحبة التى تتوسط خيام التل .

مازال الغريب  الملقى على الأرض يئن ويتمنى أن لويراه الخفر فيتم انقاذه .. تتمنى كل امرأة أن لاتحرم من الجاز  ليضى الكلوب خيمتها الليلة القادمة حتى يراها الرجل وقد دهنت الوجه بالزيت النفاذ الرائحة كالقطران .

يواصل بائع البيكيا عمله فى خيمته التى يحتل جانبا من درب شخيلعه فيضع الشحم فى تروس العجلات القديمة بعرض الدرب  حتى يتمكن من اصلاحها وبيعها بالرخيص .. يزن منشار النجار بجواره ليغطى صوته على أى صوت آخر وصوت الغريب ويتابع الحداد نفخ كوره ليصهر الحديد ويشكله حسبما شاء ، ومازال الغريب يئن وينزف .

                                                                                                                                                           تغطى البنات أقدامهن وهن يجلسن على مداخل الخيام ينتظرن هاتف آخر الليل يأتين بحلم مجىء أبى الفوارس من سيخطفهن فوق ظهر بغله الاشهب الى حيث يشاء .. ينتصف الليل ويبقى الوضع على ماهو عليه ، ومع آذان الفجر تغلق ابواب الخيام  لتقابل النساء ليلة جديدة ينقطع فيها نور الكلوبات  ، ولاينقطع تيار الدم المتدفق من رأس وجانب الغريب النازف دمه .

تراكم السيدات كبيرات السن أكواما من الزبالة حتى يتنفسن رائحة عفنها  التى تربطهن برمال تل نعايمى الدون  فيتعرفن عليها بسهولة عقب جولاتهن فى الدروب  المجاورة ولايضللن  الطريق أبدا .. تزاحم الدواجن والأوز والبط والكتاكيت الصغيرة السيدات وبنات البنوت فى أماكن الجلوس بعدما يأخذن حماماتهن فى الاحواض الصغيرة بقية امطار الليلة الماضية  ليطفئن ظمأ الحر القاتل .

تسير المرأة الغريبة فى درب شخيلعه فترى الغريب وتصدر صرختها العالية تتبعها صرخات كل نساء الخيام المغلقة التى تفتح لتطل على الحادث ، ويستدعى الخفر بغل الانقاذ  الذى يتمكن فى اللحظة المناسبة  من انقاذ الغريب قبل أن يلفظ أنفاسه الاخيرة  .


قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق