اطارات ياسر الخلعاتى
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
اطارات ياسر الخلعاتى
ترسم الاطارات دوائر لامتناهية بالروضة المخملية .. ينفخ ياسر الخلعاتى فى أبواق الاطارات ليشكل الهواء دوائر كثيرة قبل أن تشرق شمس يوم جديد كى تحلو الاطارات فى عيون قائدى سيارات الدفع الرباعى والتى تغزو الصحراوات الثلاث الكبرى والوسطى والصغرى .
تبدو اطارات ياسر الخلعاتى من بعيد حبات عنب ملون بالاسود بعد أن حرقته أشعة الشمس .. تبدأ الاطارات فى التضخم مع اقتراب السيارات من مركز الخلعاتى الشهير .
يسمع السا ئقون صوت انفجار الاطارات فتهتز السيارات بقوة أسفل أقدامهن لتتوقف قبل أن تنقلب من أعالى التلال المجاورة .. تقهقه الخوازيق الى زرعها صغار عمال مركز الخلعاتى فى محيط دائرة قطرها خمسة آلاف متر تحيط بالمركز .
ينزل كل قائدى السيارات رافعين أيديهم استسلاما وشهادة على قدرة الخوازيق التى تستقر فى قلب الدوائر المنطلقة بسرعة لاتقل عن مائة كيلومترا فى الساعة فتشكل رعدا قادما من صف السيارات الطويل مما يؤدى الى صمم يصيب آذان كل السائقين الذين ينطلقون فى سباق محموم كى يلحق كل منهم اطاراته الاربعة البد يلة التى سيقوم بتركيبها عمال مركز ياسر الخلعاتى بعد أن يغالوا فى سعر الاطارات الخلع التى تتسم بالمتانة والجدة لخلعها من السيارات الجديدة المسروقة بطول الطرق الصحراوية الممتدة لألاف الكيلومترات ، وتعلق بين الازرق والاصفر على حجارة عالية أوتلتصق بالرمال الصفراء أحيانا .
يعلو صوت عزوز مغاور المنادى عبر دروب الصحراوات القديمة يعدد محاسن الاطارات الخلع التى لاتماثلها اطارات لانها لم تقطع الالف الاولى على الطرق الصحراوية السريعة ومازالت بروزها كما هى لم تنل الرمال منها مع ضراوته وخشونة وجهه وكثرة منحدراته التى تدمى الاطارات .
تشتد حرارة وجه قرص الشمس فيغلى الوقود داخل الخزانا ت المحكمة الاغلاق مما يؤدى الى انفجارها واندلاع ألسنة النيران من أجساد السيارات المتواصلة فتملأ سماء الطريق الطويل حتى تصافح اطارات ياسر الخلعاتى التى تتوهج فتبتلع ياسر والمنادى الذى مازال ينادى معددا محاسن الاطارات حتى يختفى صوته وتختفى الاطارات الخلع مخلفة رمادها الذى تذروه الريح فى كل الاتجاهات .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق