فاتونة تل الكرايمي
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
فاتونة تل الكرايمي
تسهر عيون ابناء تل الكرايمي للاستمتاع بصوت الاسطى فاتونه الغجريه مساء كل خميس من كل اسبوع ، وتنتظر بفارغ الصبر ظهور مريانه راقصة الفرقة التى اختارتها فاتونه بعناية من بين نساء التلال السبع .
يلّون نور الكلوبات جسد مريانه بالابيض فتخرج على الجالسين بوجه نصف قمرى يطل من أعلى المصطبة الواسعة التى تصطف عليها الفرقة .. تعلو دقات حاكم عبد السيد تحية لدخول مريانه الجميلة ، ويصفق كل الحضور بحرارة حتى يخفت صوت الايقاع لتواصل الاسطى الغناء .
تصف فاتونه حرارة عشق الولد للفتاة وقرارالاب القاسى بحرمان ابنه من شرب كؤوس الحب وتزويجه من بنت من بنات التل لتتوه الغجرية .. تتلوى مريانة الغجرية من شدة الالم وترقص على ايقاعات حاكم الذى تعهدها بتوصية من فاتونه وجاء بها من تل الفراوليه ليعينها على سد احتاجات ابنتها المصابة منذ زمن بمرض عقلى حار الاطباء فى علاجه .
ينزل شيخ تل الفراولية على رغبة فاتونه فى تشغيل زوج مريانه فى تل البجواى كما الحق مريانه بالعمل صباحا فى خيمة الشيخ الكبيره لتتفرغ الجميلة فى المساء للمعلمة ولياليها التى لاتتوقف ، وتوزعها بالتبادل بين التلال السبع.
يطلب ابناء تل الكرايمي من المعلمة اعادة الاغنية ليزيد استمتاعهم برقص الجميلة فيزداد علو ايقاع حاكم المنفرد متواصلا مع مريانه وتبدأ فاتونه فى الغناء للمرة الرابعة لأغنية واحدة حتى توشك الجميلة على السقوط .
أخذت مريانه قرار التوقف عن الرقص مع زوجها خلف المزايكى الذى اصبح الخفير الخاص للشيخ البجواى واصبحت مريانه مديرة اعمال الخيمة الكبيرة وعلت مكانتها حتى صارت كل أمور الخيمة بين ايديهما من تعيين للعاملين أوفصلهم من واحة التل التى يملكها الشيخ .
رأت فاتونه الحيرة فى عينى مريانه فرفعت يدها مشيرة بالاستمرار حتى لاينقلب عليهم ابناء تل الكرايمي وتفقد جمهورها الحبيب .. اسقطت فاتونه غطاء رأسها المصبوغ بالحناء والذى تحول الى الأحمر ليلون وجه مريانه بشدة الارهاق وكثرة العرق وتفجر الدماء بكل قوة من اوردة الوجه الجميل .
ستصارح مريانه فى هذه الليلة الاسطى فاتونه وتوقفها على القرار فلم تعد قادرة على العمل طوال اليوم صباحا فى الخيمة الكبيرة ومساءا مع الفرقة التى تنهى عملها بعد منتصف كل ليلة فلايتبقى وقت للنوم أورعاية الصغيرة ابنتها التى يتبادل معها الزوج فى تقديم العلاج لها .
رأى حاكم اعتصار الالم لوجه مريانه فزاد من ايقاعاته لتنهى الرقصة لكنها كانت اسرع فى السقوط وصارحت الاسطى بقرارها لتبدأ فاتونه رحلة البحث الطويل عن راقصة جديدة للفرقة .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق