الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

 ليمون زكيه بنت بهيه الغجريه


من شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمفرقعات والمخدرات


ليمون زكيه بنت بهيه الغجريه


تجلس زكيه بنت بهيه الغجريه مع فجر كل يوم امام كومة  الليمون بجوار خيمة عيظى نوران السنان المتصدرة خيام الحى

 تنتظر اول فوج من النساء يملأن قربهن من عين الواحة الصغرى

 ، .. وفى رحلة العودة الى الخيام  تشترين ليمون ذكيه بنت بهية الغجرية القادم اليها من اشجار ليمون النبع الكبير بالواحة الصغرى  ، وعلى اساسه يبنون وجبات يومهم ،ويتسوقن بعد ذلك  فمنهن من تشترين  اللحم بكميات محدودة  ومنهن من تشترين العظام من الجزارين بعد ان يجردونها من بقايا اللحم العالق بها فيكون يوم الصغار يوم عيد حيث سيشبعون من اكل الفتة الغارقة فى دسم نخاع العظام بجوار اى خضار يروق للأم  فيحمدون ربهم ويتجهون الى نومهم ،، ومنهن من لاتملك الاشراء بعض اعواد الملوخيه لتصنع منها البعكيكه  بعد خرط الملوخية الخضراء وخلطها بالتوابل والماء وليمون زكيه دون تسويته على نيران الكانون فيكون طبقا شهيا للصغار يمدهم بطاقة منقطعة النظير .

 .. ينطلقون بعدها الى الربوة المجاورة للحى

 .. يلعبون حتى يسقطون من الاعياء فيعودون الى الخيام  للنوم

تواصل زكيه بيعها لليمون .. ينظر عيسى الجزار الى عينيها التى تكاد ان تجاوز وجهها على ذبائحه المعلقة..يملأ كفيه بالعظام حامل بقايا اللحم ويهبه لزكيه مقابل ليمونتين فتخبىء زكية لفة العظام اسفل الليمون بعيدا عن عيون الحاسدين من اولاد الغجر ، وتتجه الى عوضين الخضرى فتأخذ بعض حبات الطماطم والبطاطس مقابل خمس ليمونات لتصنع طاجن بطاطس يشبع بناتها الخمس اللائى فقدن اباهم فى دوامة رمال الخماسين منذ عشرة أعوام. 

وكفلتهن زكيه لتكون الاب والام 

  ..لايراود اى من شباب الحى او شباب الغجر التفكير فى  الارتباط ببنات زكية لضيق ذات يدها وفقرها  الملازم حتى فقدن الامل فى الارتباط ولازمن زكيه وخدمة منازل الشيوخ  ليتجاوزن حد الفقر الذى تركه لهم بلال الغجرى اشهر بائع ليمون فى المنطقة القبليه ، وورثت زكيه مهنته لتعينها على العيش والصرف على البنات.

تعاود زكيه سيرتها اليومية .. تستيقظ فى الربع الاخير من الليل .. تنتظر امام الخيمة حصتها من ليمون شجر النبع ، وتأخذ مكان زوجها القديم ، وتحلم بزواج بناتها حتى من اولاد الغجر لتحمل صغارهن قبل ان تغادر الحياة.

تململت زكيه  امام كومة ليمونها فى يوم ربيعى ، وضاق صدرها لتعجز عن التقاط نفسها الاخير فالتصقت بالرمال مفتوحة العينين

لترحل ويحتل بناتها مكانها امام كومة الليمون .

 .

 ..  قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق