البغال
من شارع الجمهوريه اول فيصل
فى زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار
البغال
تقلب سومه بنت دوسه فى البغال التى أمامها حتى يستقر رأيها على العدد الذى ستستبقيه فى الخدمة وتستبعد المتهالك غير القادر على العمل ليأخذ طريقه الى الاعدام رميا برصاص السمّاوى المتخصص فى اصطياد الكلاب المسعورة والضالة .
يتصدر شباب البغال الفتية القائمة أمام مدخل حظيرة سومه بنت دوسه الشهيره فينشرح صدرها لتخصص الاقوى والاكثر تماسكا لشد كريتات الشيخ طحيمر البلكاوى صاحب وادى النخيل وولى نعمة العاملين بها ، وكريتات الهوانم زوجته وبناته الخمس اللاتى أوشكن على الزواج .
يقع اختيار سومه على أفضل ستة بغال لشد كريتات الشيخ وستة آخرين احتياطيا لهم فاذا مانال التعب من الاوائل حلّوا مكانهم حتى يستعيدوا قواهم فيعودوا الى العمل .. تنظر سومه باشفاق الى البغل الثالث عشر الذى يحمل تبعة شؤم الرقم وترتعد فرائصه ، ولايقوى على الوقوف فتقف سومه على قلبها وتخطو عليه بعيدا عن دموع البغل العجوز وتعطى الاشارة الى السمّاوى الذى يقود البغل الى الخارج فى الارض الفضاء خلف الحظيرة وتسمع بعد دقائق صوت الطلق النارى يخترق قلب العجوز .
تقف بنت دوسه حائرة أمام تسع وتسعين بغل تود أن تستبعد منهم تسعا واربعين وتستبقى الخمسين لتوزعهم على عيون القبائل ممن يؤجر البغال من حظيرتها .. سيأخذ ناظر وادى النخيل أربعة بغال أساسى واربعة احتياطى لشد كريتاته ، وسيأخذ مهندس التنقيب أربعة وأربعة .
تنطلق بين كل دقيقة ودقيقة طلقة من بندقية السمّاوى لتصيب العجائز من البغال فى قلوبها فتشعر سومه بنت دوسه بانتعاشة وراحة بال للتخلص من أعباء أكل هذه البغال غير المفيدة .
تواصل سومه توزيع البغال المتبقية على بقية أهل الواحة من الراغبين فى تأتجيرها ، وتطلق الخيول على اناث الحمير فتتزاوج لتنجب بعد ذلك بغالا تحل محل البغال غير القادرة على العمل مع عدم تزاوجها فالبغال لاتنجب .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق