الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

 


قلب الشجره

من شارع الجمهوريه اول فيصل

فى

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار

قلب الشجره


يتمزق قلب الشجرة المعمّرة التى تمتد جذورها الى مالايقل عن ألف عام مضت ، ولم تتمكن قبيلة من القبائل فى العصور المختلفة مع تعاقب الدهور من  تقليم فروعها أوحتى قطعها .

تآزرت أظافر الأجيال المختلفة من الصغار ونحتت فى جسم الشجرة حتى تمكنت من صتع تجويف كبير داخل الشجرة المعمّرة ، واحتلها المعلم نادى بشله الذى جعل منها غرزة بوضع اليد ومنذ ذلك التاريخ القديم الذى لايعلمه أحد لمجىء كل سكان الحى بعده فقد سمّى درب الشجرة المعمّرة باسم بشله وسمى قلب الشجرة العجوز بغرزة  المعمرة وذاع صيتها فجذب انتباه كل ابناء القبائل الكبيرة ليشاهدوا عجيبة من عجائب الدنيا ويرتبطون بها بعد شربهم للقهوة التى يخلطها بشله بمقدار ضئيل جدا من زيت الأفيون فتشعرهم بحيوية الأسود التى شهد لها كل نساء الكون طوال الليالى الدافئة التى صادقن فيها شباب درب  الشجرة العتيقة عبر الدروب  الفسيحة بعد تجوالهم فى مزارع  واحة الوسط للمخدر بمختلف ألوانه التى تشيع البهجة فى قلوب الصغار والكبار فيتعاطونه ليل نهار .. يحلمون بلاشىء وسط الأخضر الذى يهب القوة والمياه المغردة فى سقوطه من شلالات التلال المرتفعة .

التقط عجوه ابن المعلم نادى بشله قطعة متوسطة الحجم من ثمار زهور الخشخاش ووضعها أسفل لسانه فمنحته قوتها ليهدم الجدار الذى يستند عليه حين شعر أن صدره يضيق ليقتله ، ثم أخرج علبة تبغه وأخرج سيجارة ليفرغ نصفها العلوى من التبغ ويحشوه بنبات البانجو .. أشعل السيجارة .. أطال النظر اليها .. لم يشعر بسقوط عود الثقاب المشتعل من بين أصابعه ..سرت النيران داخل مزرعة البانجو الجاف التى يمتلكها المعلم بشله خلف الشجرة العتيقة بوضع اليد أيضا ، وانتقلت بسرعة ضوء القمر الذى يحادثه عجوه الى حقل الخشخاش المجاور وقلب الشجرة المعمّرة .. سد الدخان الكثيف أنوف أهل درب بشله فسقطت رؤسهم بين أيديهم ، والتصق زبائن المقهى بالمقاعد  الجريدية حتى تفحموابمقاعدهم  كما تفحم عجوه وأبوه بشله وأهل الدرب  المسمى باسمه فى قلب خيامهم  ، وتاهت معالم الشجرة العجوز بعد أن حمل الهواء رمادها الى البعيد لينسى أهل القبائل  قلب الشجرة.

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق