الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

 


الخرزه

من شارع الجمهوريه اول فيصل

فى زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار


الخرزه

تبحث سونه النونى عن خرزتها الزرقاء التى وضعتها أمها دوسه الرايق على صدرها فى لحظة ميلادها لتحميها من شر الحاسدين ، ولم  تفارقها لحظة حتى خلعتها لتضع القلادة التى أهدتها اليها عميشه خفناهى المسبله لتعيّنها مديرا لدائرة الخبز بدلا من غريمتها معزوزه الوردى التى تنازعها فى تبوء كل الدوائر والمناصب منذ تم تعيينهما فى يوم واحد بسن واحدة لاتزيد يوما أوتنقص .

تقلّب سونه فى كل الاوراق التى أمامها على مكتبها بأطراف الحضر  ، وتركع عميشه على ركبتيها لتبحث أسفل المكتب عن الخرزه العزيزه على قلب سونه النونى رئيس المعايش بدائرة التمويل الداخلى فلاتجدها وترسم علامات الحزن على وجهها لتشارك رئيستها المشاعر على الفقيدة الغالية .

تضع سونه يدها على صدرها وتتحسس مكان الخرزة الزرقاء المحفور منذ زمن بعيد فتصطدم يدها بالقلادة الذهبية وتنظر الى عينى عميشه الدامعتين فتطمئن الى مشاركتها الوجدانية فتتماسك وتعاود البحث ثانية .

تحاول سونه الوقوف والاتجاه الى منتصف الخيمه حيث يوجد اناء الورود الخزفى الذى يتوسط المنضدة الجريد القصيرة التى تجلس عليها عميشة بعد كل محاولة للبحث عن الخرزة الزرقاء .. أفرغت سونه كل الورود الصفراء التى تعشقها من الاناء الخزفى وأدخلت يدها تتحسس كل الجوانب الخشنة فى الاناء فلم تجد خرزتها الحبيبة هدية الغالية دوسه الرايق .

تعيد عميشه خفناهى المسبلة الورود الى مكانها وتفتش بعينيها فى أركان الغرفة فى محاولة جديدة للبحث عن خرزة سونه فلاتجدها .. تزلزل صرخات معزوزه الوردى باب غرفة سونه المجاور لباب غرفتها فتسرع سونه وعميشه الى نجدتها فتزداد تقلصات بطنها ، ويتم نقلها الى وحدة الرعاية بالدائرة التى تقوم باجراء الاسعافات الأولية والتى لم تفلح ، وتكشف الاشعة عن استقرار خرزة سونه الزرقاء فى معدة معزوزة بعد شربها لكوب  شربات الورد فى مكتب سونه ولم تفلح محتولات الاطباء فى استخراج الخرزة الغالية .

حزنت سونه النونى كثيرا على هدية أمها التى كانت تحميها من الحسد وتجلب لها الحظ .. لم تكد سونه تجلس على مكتبها حتى صدر قرار رئيس دائرة التمويل بتعيين معزوزه الوردى مديرا عاما للمعايش بدلا من سونه النونى بعد أن جاءها الحظ مسرعا على يد الخرزة الزرقاء المختبئة داخل معدتها .


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق