ليلة الحضره
من شارع الجمهوريه اول فيصل
فى
زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار
ليلة الحضره
يأتى مساء الخميس من كل أسبوع فينطلق البخور من الرحبة الوسيعة خلف خيمة عليمى الحاج أحمد ايذانا بقدوم سيدنا الخضر ليقيم حضرته الأسبوعية فى ليلة الجمعه .
تغمض الجده هانم بعد أن تتأكد من تغطية اولادها شحتوت وحميدى وهشيم وزخيرة ولايشاورها العقل فى أن تبرح مكانها لتتجه ناحية الرحبة التى تقام فيها الحضره وتترك الجد عليمى يقوم الى صلاة الليل .
يعلو صوت الحضرة فى آذان الصغار النائمين لتكرر ألسنتهم لفظ الجلالة وسائر الأسماء الحسنى .. تقول الجده هانم : ان سيدنا الخضر اختار خيمة عليمى من بين الخيم لأن عليمى الحاج احمد قلبه أبيض ولايكره أحدا ، ولما يدخل الخضر خيمة تحل فيها البركه .
يغطى دخان بخور الحضرة كل أركان الرحبة فلايستطيع واحد من أهل الخيمة رؤية سيدنا الخضر صاحب الكرامات وتنغلق العيون بمرور الخضر ويزيد مابالرحبة ولاينقص .
يضع الجد عليمى فى الصومعة الطين الكبيرة خمس جرار من الفخار مملوءة بالجبن القديم ، وخمس للعسل الأسود كى يكرم ضيوفه من محبى سيدنا الخضر الذين يأتون اليه من كل الاحياء القريبة والبعيدة لزيارة الرحبة فلاتكاد أطباق العسل الأسود والجبن القديم تفرغ حتى تمتلىء .
تؤكد الجدة هانم على الصغار ضرورة أن يلقوا السلام اذا ماجاءت سيرة سيدنا الخضر الذى فضل رحبتهم على كل رحبات الخيام فيلقى الصغارالسلام على صاحب العز والاقبال كما يقول الجد عليمى الحاج أحمد حين يعدد كرامات سيدنا الخضر الذى يسير على الماء ويطير فى الهواء ليساعد الضعيف ويقف الى جانب المظلوم ويكره الظالم فهو بحق قطب الرجال فى كل الزمان .
يحلم الصغير حميدى أكبر ابناء عليمى بأن يعينه سيدنا الخضر على أولاد الحلب الأشقياء الذين يضربونه كلما ذهب مع اصدقائه ليلعب فى الرحبة القبلية ، كما يحلم شحتوت بأن يأتى له سيدنا الخضر بحمار شديد بدلا من الحمار الذى نفق من كثرة أحمال عليمى عليه حين يأتى بأجولة القمح والفول والذره التقاوى من الاحياء المجاورة ليبدرها فى أرضه بالواحة فلايقوى الحمار على حمل الصغير ليأتى بالمعسل القص لوالده من يوسف الدخاخنى ، أما هشيم فيخاف أن يحلم بسيدنا الخضر ويضع وجهه فى حضن أمه كلما رأى اللون الأخضر الذى يدل على مجىء سيدنا الخضر ، ولم تزل زخيره فى سن الفطام غير قادرة عل الحلم .
ومع رحيل جدى عليمى الحاج أحمد لم تقو جدتى هانم على استخراج العسل والجبن القديم من الجرار العشرة فانقطع ضيوف الرحبة ولم يتبقى فيها سوى البخور الذى ينطلق مساء كل خميس ليحمى خيمة عليمى الحاج أحمد من كل مكروه وشر مع مجىء سيدنا الخضر ليقيم حضرته فى ليلة الجمعه .
قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق