الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

 


كأس من دم امرأة


من شارع الجمهوريه اول فيصل

فى

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمخدرات ليل نهار


كأس من دم أمرأه


    لعنت سالمه ابراهيم عواضلى كأس دمها الذى عجّل بنهايتها ، وأغرقت دموعها ساحة العدل فسقطت خلف القضبان تطلب الرحمة من فضيلة القاضى . 

    نظرت سالمه من وراء قضبانها الحديديه الى عيون عطيات واولادها الخمسه امام وحقى وصباح وأسرار وكريمه لترى فرحة الانتصار عليها .. كانت سالمه قد تزوجت من اسماعيل غريب حنفى جساس مراعى يزيد المعتوب وزوج جارتها عطيات الشحات حميده بعد علاقة دامت فى الخفاء أكثر من ثلاث سنوات قرر اسماعيل بعدها أن يهجر خيمته  وينتقل الى خيمة  سالمه أرملة صديقه حامد عبد الحافظ مبرزك الذى تركها وحيدة بدون سند فأغلقت خيمة البقالة بعد خلوها من البضائع . 

    أمسكت الحارسة بكتفّى سالمه لتعينها على الوقوف وتلحق بالترحيلات فتابعتها عيون امام اسماعيل أكبر ابناء عطيات والذى تسبب فى القبض على سالمه .. أبعدت سالمه عينيها عن العيون الشامتة واستدعت عيون اسماعيل التى زاغت على مبروكه عطيه العواضلى ابنة خالتها التى كانت فى زيارتها قادمة من واحتهم  البعيده ، وأفضى اسماعيل اليها برغبته فى الارتباط بها  فصارحت ابنة خالتها برغبة زوجها فقررت سالمه أن تتخلص منه ، وأعدت له شربة الكوارع الجملى  التى يعشقها وأخذت كأسا من دمها وخلطته بالشربة وراقبته حتى فرغ من آخر رشفة وتركته لينام وتابعته طوال الليل حتى تتأكد من تأثير الدم فى جسده لتتركه جثة هامدة فتضمن الثمن من معاشه كخفير فى شونة الحضر  ولايلقيها كما ألقى زوجته وأولاده من قبل . 

خيّب اسماعيل ظن سالمه واستيقظ فى صباح اليوم التالى لكنه لم يقو على الذهاب الى عمله وسقط فى الطريق أمام خيمته القديمه فأسرع أولاده يحملونه الى الداخل ويخبرهم بما كان من شربة الكوارع التى تسببت فى هزاله وعدم قدرته على الوقوف والسير ، ولم تمض ساعات قليلة حتى رحل اسماعيل بين ابنائه وزوجته القديمه . 

  أبلغ امام اسماعيل غريب المخفر الذى أمر بتشريح الجثة ، وكشف تقرير الطب الشرعى عن التسمم فتم القبض على سالمه ابراهيم العواضلى  واعترفت بعد أن ضيّقوا عليها الخناق بما فعلته فحكم فضيلة القاضى عليها بالاعدام فى ساحة السوق الكبير لتكون عبرة لغيرها من النساء . 

    اختفت عيون القاعه التى كانت تتابع سالمه ودفعتها الحارسه الى  ابل الترحيلات التى ستحملها الى سجن النساء فى انتظار تنفيذ حكم الاعدام بسبب كأس من دمها . 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق