الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

 فتوات تل طلوع


من شارع الجمهوريه اول فيصل

زمن الكورونا والالعاب الناريه والمفرقعات والمخدرات


فتوات تل طلوع

يتساقط رجال عنوش غوانى من مخابئهم بالتل الذى ظهر فجأة فى جنوب الواحة الصغرى ، وعرف فيما بعد بتل طلوع حيث تكون من دوامات رمال جاءت الى المركز من اتجاهات مختلفه ليصبح طلوعا غريبا على وجه صحراء الواحة المنساب .

يسد رجال عنوش غوانى الطريق المؤدى الى درب تيهى بالقرب من تل طلوع . .. يلزم الصغار أرحام امهاتهم المرتعشة هلعا من عيون عنوش غوانى ورجاله الظمآنة دوما الى أباريق كل نساء الدرب  .. يسبح كبار السن على أصابع أيديهم فى انتظار عودة أبنائهم  بعد طول غياب جاوز السنة لعدم قدرتهم على سداد أتاوة عنوش غوانى ورجاله والتى قضت بعدم دخولهم الدرب  الا بعد السداد حتى تجمد الدم فى أوردة نسائهم ..سال لعاب رجال عنوش غوانى ، وتدلت ألسنتهم على صدورهم وامتدت حتى التفت حول رقاب الصغار فى أرحام امهاتهم لتشاركهم الشراب من حبالهم السرية مما أدى الى اختناق الصغار .. حاول كبار السن ان يرفعوا عصيهم الخشبية فى وجوه عنوش غوانى ورجاله دفاعا عن احفادهم لكن عصى عنوش ورجاله الغليظة تمكنت من اسقلط كل العصى الخشبية المتهالكة التى يتوكأ عليها كبار السن فسقطو ا بلاحراك .. انفتحت بطون كل نساء الحارة وسالت بحور من الدم  .. غطت عنوش غوان ورجاله حتى الرؤوس فتكومت اجسادهم لتسد باب الدرب  .

عاد الرجال من بلاد الغربة البعيدة حاملين الاتاوات التى فرضها عنوش غوانى ورجاله عليهم ليجدوا الدرب قد خلا وسدت الطرق المؤدية اليه  .. بدأ بحث الرجال عن رجال علوب ولد عنوش غوانى  ليزيل جسد ابيه ورجاله .. جاء علوب برجاله ليأخذ أتاوة ابيه من الرجال القادمين من بلاد الجليد البعيدة  وألزمهم بدفع أجره فى ازالة المخلفات ودفع أتاوته الجديدة لحمايتهم من فتوات الدروب  المجاوره .

بدأت رحلة الغرباء الجديدة الى بلاد الجليد كى يتمكنوا من سداد أتاوة علوب ابن عنوش غوانى ليحميهم من فتوات الدروب  المجاورة ويتمكنوا من دفن جثث ابنائهم فى أرحام امهاتهم ونسائهم وآبائهم ويهنأوا بالاقامة خلف ابواب خيمهم  المظلمة فى ظل حماية علوب ابن عنوش غوانى أشهر الفتوات الذى شهدته عيون درب تيهى بالقرب من تل طلوع  عبر تاريخها الطويل .


قصة قصيرة بقلم

محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتاب

عضو نقابة المهن السينمائيه

mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق