علوشه جاز
من شارع الجمهوريه اول فيصل
زمن الكورونا والالعاب الناريه والمفرقعات والمخدرات
علوشه جاز
تطلق علوشه جاز مائة من اطفال الدروب تتراوح اعمارهم بين العاشرة والثانية عشر حين تخلو الدروب من المارة .. يدخل كل درب اربعة من الصغار يقف اولهم على ناصية الدرب ، ويظل الثانى على الناصية الاخرى ليؤمنا عمل الاثنين الآخرين .
يمسك الثالث سلسلة من المفاتيح .. يقف الى جوارخزان وقود الكلوبات .. يبدأ فى ادارة المفاتيح فى كالون خزان الوقود كى يتمكن من فتحه.. يضع الرابع فوهة الخرطوم الذى يمسك به فى قلب الخزان والطرف الآخر فى فمه ويبدأ فى شد هواء الخرطوم الى صدره حتى يصل الجاز فيضع فوهة الخرطوم فى قلب جركن بلاستيكى كبير، ويبصق مابقى فى فمه من جاز ، وينتظر الاربعة امتلاء الجركن حتى آخره .
يعود الصغار الى خيمة علوشه العجل الشهيره بعلوشه جاز.. تفرغ المعلمة فى الجولة الاولى خمسة وعشرين جركن فى البراميل الكبيره.
يدمن الصغار شم الجاز بعد شفطه ونقله الى حضن المعلمه التى تغدق عليهم بنعم الطعام وقطع الحلوى ليكون دافعا على مواصلة الطلعات التى لاتتوقف الا مع بداية حركة سكان الدروب وآذان الفجر.
يتبادل الصغار الادوار فى الطلعة الثانية فيترك الناظرجية أماكنهم الى الآخرين .. يفتح أحدهما خزان الوقود ويبدأ الآخر فى سحب الجاز بفمه .
يستيقظ الشيخ حسن ركبه امام زاوية تل لينى بالواحة الوسطى من نومه فى النصف الاول من الليل ليسعى الى ارتداء ملابسه ويغادر متجها الى الزاويه فيلحظ خيالات الصغار التى تختفى عن أنظاره فيتابعها من بعيد ويتجاهلها مرة ثانية يتنحنح الشيخ حسن امام باب خيمة الزاويه ليفك عامل الزاويه فرج الله عود عقد باب الخيمة متسائلا عن سر مجىء الشيخ فى هذا الوقت من الليل .. يخبره الشيخ بسيطرة الارق على ليله فلم ينظر الى السماء وهرع الى صلاة الليل فى الزاوية ، وأخبره عن هذه الخيالات التى تظهر وتختفى فى لمح البصر فأطال فرج الله عود النظر الى مصدر الخيالات .. لم يرى شيئا .. أعاد ذلك الى قصر نظر الشيخ ليلا ، ودخل الاثنان وتركا الباب مفتوحا... سمع العامل حركة خفيفة فى الدرب فأطفأ كلوب المسجد الخافت .. انتظر قليلا .. تسحب على أطراف أصابعه ليجد الخيالات قد تجسدت فى أربعة صغار اثنان على الناصيتين والآخران بجوار خزان وقود الجاز ، ورأى عملية التفريغ كاملة .
أسرع العامل الى الشيخ وأخبره بما رأى فلاحقا الصغار وتمكنا من الامساك بالاثنين المسؤلين عن سحب الجاز بينما تمكن الاخران من الفرار ليخبران علوشه العجل الشهيرة بعلوشه جاز بماكان فجهزت صغارها الثمانية والتسعين مع خطة لانقاذ الصغيرين من بين يدى الشيخ وعامل الزاوية حتى لايتم تسليمهما الى المخفر فتفقد الصغيرين اللذين قد يأتيان على نهاية عصابتها التى جاهدت كثيرا فى بنائها والتى استغرقت عشر سنوات منذ بدأت بأول اربعة من صغار الجيران حتى بلغ عددهم المائة صغير.
ارتدت علوشه شعر جدتها المعمرة ووجهها فبلغ سنها السبعين وتوكأت على عصاها مستندة على صغيرين من الناحية الاخرى وظلت تلطم وجهها أما م الشيخ والعامل لفقدان ابنى بنتها التوأم والتى رحلت بعد ان وضعتهما لزوج راح فى الوباء منذ اثنى عشر عاما وهى التى تعولهما وقد أغواهما الصغار على فعل المنكرات فرق قلب الشيخ والعامل لحالها وسلماها الصغيرين بعد ان تعهدت بان لاتتركهما ثانية لاصحاب السوء ،وغادرت علوشه العجل مع صغارها وهم مسرورين .
قصه قصيره ل :
محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@gmail.com