من ش الجمهوريه متفرع من اول المساحه فيصل
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
زجاج المصباح
تبقت دائرة مشرشرة حرابية الأسنة تعلو فوهة زجاجة المصباح بطول ثلاثة سنتيمترات ، تحافظ على شعلة الكيروسين من مداعبة تيار هواء الغرفة لها .
تزايدت ألسنة عادم اللهب الكيروسينى فرسمت بالأسود على سطح الزجاج الداخلى كتابا مفتوحا بين يدىّ شريف زيد الصبى الذى لم يتجاوز الثامنة من عمره وهو يلتهم صفحاته بعينيه الصغيرتين المفتوحتين عن آخرهما لتعينه على فصل حروف الكلمات مع خفوت ضوء الشعلة لتناقص حجم الكيروسين فى قاع المصباح .
علا صوت بكاء فؤاد الرضيع أصغر ابناء زيد الغنامى الثمانية فأغلق شريف الكتاب وتركه على الطبلية الخشبية التى يعلوها المصباح مستقرا فى المنتصف ، وحاول شريف أن يهدىء من صراخ أخيه ليسترضى أمه سعديه الغيوطى التى قررت أن يواصل شريف قراءة دروسه على ضوء الزجاج الذى كسره وهو يلهو مع أخته منيره التى تصغر أخيه سيد الذى يصغره .. حرمته سعديه من الخروج فى هذه الليلة من غرفتهم الوحيدة الى الشارع لينعم مع زملائه كل ابناء الجيران بالمذاكرة أسفل المصباح الكهربائى الكبير الذى يحمله عامود الأنارة لينير الحاره .. رأت سعديه شريف وهو يهدهد أخاه الصغير فؤاد فلم تلق بالا .. عاد شريف الى الكتاب يكمل المذاكرة .
ألقت بهيرة ذات العامين ونوال بنت الثلاث سنوات الحرام الصوف الذى يغطى نصفه السبعة أخوة والنصف الثانى أسفلهم يصافح وجه الأرض ، كان زيد الغنامى قد غزله بمغزله اليدوى من صوف الخراف التى يجزها ولايحتاجها أصحابها الذين يؤجرونه لرعى الأغنام .. أمسك شريف بطرف نصف الحرام الملقى وغطى أخوته ، ومازالت سعديه الغيوطى غير راضية عن ابنها البكرى فيعاود شريف المذاكرة ليداعب النوم عينيه .
استيقظت لمياء الرابعة فى ترتيب ابناء سعديه الثمانية والتى لم تلتحق بعد بالمدرسة لتتقافز حول أخيها شريف وهو يغالب النوم حتى يتمكن من انهاء مذاكرة دروسه التى سيمتحن فيها فى الغد فنهرها عن اللعب حوله وكادت يده أن تأتى على نهاية الثلاثة سنتيمترات الزجاجية المتبقية من العشرين طول زجاجة المصباح التى كسرها فى أول الليل فنظرت اليه سعديه أمه معاتبة على الوقوع فى الخطأ للمرة الثانية فى نفس الليلة ، وأدارت وجهها لتواجه وجه زوجها زيد الغنامى فوق سريرهما الجريدى الملاصق للحرام الصوف فرش الصغار .
صنع شريف قاربا من الورق وأعطاه لأخته فانصرفت عنه الصغيره حتى وضعت رأسها الصغير على الطبلية بجوار المصباح ونامت فحملتها سعديه ووضعتها فى مكانها بين الصغار ، وأحكمت الغطاء الصوف ليلفظ المصباح آخر أنفاسه فتظلم الغرفة وتشفق سعديه على ابنها فتتركه يخرج الى الشارع ليكمل مذاكرته مع ابناء الجيران أسفل المصباح الكهربائى بعد أن قطع وعدا على نفسه أمام أمه بأن لايكسر زجاج المصباح مرة أخرى .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
زجاج المصباح
تبقت دائرة مشرشرة حرابية الأسنة تعلو فوهة زجاجة المصباح بطول ثلاثة سنتيمترات ، تحافظ على شعلة الكيروسين من مداعبة تيار هواء الغرفة لها .
تزايدت ألسنة عادم اللهب الكيروسينى فرسمت بالأسود على سطح الزجاج الداخلى كتابا مفتوحا بين يدىّ شريف زيد الصبى الذى لم يتجاوز الثامنة من عمره وهو يلتهم صفحاته بعينيه الصغيرتين المفتوحتين عن آخرهما لتعينه على فصل حروف الكلمات مع خفوت ضوء الشعلة لتناقص حجم الكيروسين فى قاع المصباح .
علا صوت بكاء فؤاد الرضيع أصغر ابناء زيد الغنامى الثمانية فأغلق شريف الكتاب وتركه على الطبلية الخشبية التى يعلوها المصباح مستقرا فى المنتصف ، وحاول شريف أن يهدىء من صراخ أخيه ليسترضى أمه سعديه الغيوطى التى قررت أن يواصل شريف قراءة دروسه على ضوء الزجاج الذى كسره وهو يلهو مع أخته منيره التى تصغر أخيه سيد الذى يصغره .. حرمته سعديه من الخروج فى هذه الليلة من غرفتهم الوحيدة الى الشارع لينعم مع زملائه كل ابناء الجيران بالمذاكرة أسفل المصباح الكهربائى الكبير الذى يحمله عامود الأنارة لينير الحاره .. رأت سعديه شريف وهو يهدهد أخاه الصغير فؤاد فلم تلق بالا .. عاد شريف الى الكتاب يكمل المذاكرة .
ألقت بهيرة ذات العامين ونوال بنت الثلاث سنوات الحرام الصوف الذى يغطى نصفه السبعة أخوة والنصف الثانى أسفلهم يصافح وجه الأرض ، كان زيد الغنامى قد غزله بمغزله اليدوى من صوف الخراف التى يجزها ولايحتاجها أصحابها الذين يؤجرونه لرعى الأغنام .. أمسك شريف بطرف نصف الحرام الملقى وغطى أخوته ، ومازالت سعديه الغيوطى غير راضية عن ابنها البكرى فيعاود شريف المذاكرة ليداعب النوم عينيه .
استيقظت لمياء الرابعة فى ترتيب ابناء سعديه الثمانية والتى لم تلتحق بعد بالمدرسة لتتقافز حول أخيها شريف وهو يغالب النوم حتى يتمكن من انهاء مذاكرة دروسه التى سيمتحن فيها فى الغد فنهرها عن اللعب حوله وكادت يده أن تأتى على نهاية الثلاثة سنتيمترات الزجاجية المتبقية من العشرين طول زجاجة المصباح التى كسرها فى أول الليل فنظرت اليه سعديه أمه معاتبة على الوقوع فى الخطأ للمرة الثانية فى نفس الليلة ، وأدارت وجهها لتواجه وجه زوجها زيد الغنامى فوق سريرهما الجريدى الملاصق للحرام الصوف فرش الصغار .
صنع شريف قاربا من الورق وأعطاه لأخته فانصرفت عنه الصغيره حتى وضعت رأسها الصغير على الطبلية بجوار المصباح ونامت فحملتها سعديه ووضعتها فى مكانها بين الصغار ، وأحكمت الغطاء الصوف ليلفظ المصباح آخر أنفاسه فتظلم الغرفة وتشفق سعديه على ابنها فتتركه يخرج الى الشارع ليكمل مذاكرته مع ابناء الجيران أسفل المصباح الكهربائى بعد أن قطع وعدا على نفسه أمام أمه بأن لايكسر زجاج المصباح مرة أخرى .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق