من ش الجمهوريه متفرع من اول المساحه فيصل
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
ثمن الماء
جفت آبار الماء فى قرية ام حنين القابعة فى احضان الصحراء الواسعة والتى لاتتبع اداريا لأى اقليم من الاقاليم ولايصلها بالعمار الارحلات الابل الدائمة من والى اقرب المدائن التى تبعد عنها حوالى ثلاثمائة كيلومترا .
تأخذ الابل سبعة أيام كاملة للوصول الى ام حنين حاملة قرب ماء الشرب ، وقد انطلقت منذ اثنتى عشر يوما فيتبقى يومان على وصولها .. خشى الكبار على صغارهم من نفاذ الماء فاكتفوا برشفات صغيرة طوال الايام الماضية حتى لايهلك الصغار من العطش .
حوّل جزّان ابوزويله ابله المائة الى نقل الماء من المدائن الى قرية ام حنين ، وترك نقل البضائع لصغار الحمالين ، وبدأ فى فرض شروطه فلكى يأخذ كل فرد من ابناء القرية حصته من الماء عليه ان يدفع ثلث دخله .. قبل ابناء القرية الشرط وخصصوا بقية انصبة الدخل لدومه الفرهكلى تاجر الحبوب كى يأخذوا من صوامعه مايحتاجون لتطحنه النساء بالرحى فى بيوتهن ثم يقدمنه حافا بدون غموس أوتأتين بالملح من عبده المالح بقال القرية فى بعض الاحيان ، وقد اغلق سعد عنوّج بائع الكيروسين دكانه بعدما أقلع سكان القرية عن الشراء واكتفوا بوقود اخشاب الشجر والنخيل الذى ينبت شيطانى فى القريه ، كما رحل نعيم ابوفروة الزبال بعد الاستغناء عن خدماته لعدم وجود البقايا التى كان يدأب على فرزها واعادة تصنيعها لبيعها بالسعر الارخص ، ولم يجد ابناء ام حنين بقية من الدخل ليخصصوه لشراء بعض القماش الذى يستر العورات ، ورحل يوسف النمر طبيب القرية حاملا دوائه بعدما انتشرت الاوبئة .
اغلق الكتّاب الوحيد ابوابه واقلع الآباء عن تعليم ابناءهم القراءة والكتابة ولزم اهل القرية بيوتهم فتوقف الحمالون عن العمل .. جاء اليوم الثالث عشر من رحيل ابل ابو زويله وقد نفد مالدى اهل القرية من الماء وبلغ العطش نهايته فأوشك الصغار على الهلاك .
تجمع اهل القرية حول منزل جزان ابوزويله الذى مازال لديه مائة قربة من الماء فى مخزنه .. زاد رجاء اهل القرية بعدما لم يتبق شىء من الدخل ليعطوه له بعد الثلث الاول الذى اخذه من قبل ليأتيهم بالماء من المدائن فى رحلة الابل الاخيرة والتى تبقى يوم على عودتها .
بدأ جزان يساومهم على الارض فرفضوا .. ساومهم على البيوت فلم يلق قبولا .. قال : عليكم بانتظار الابل وستأتى بعد الغد .
- لكن الصغار سيموتون .
- وماذنبى انا ؟
- الماء لديك .
- انا دافع فيه دم قلبى .
ثار اهل القرية على جزان واقتحموا مخزن الماء وحمل كل واحد منهم قربته فسقط حزان ميتا حزنا على ثروته .. ورث اهل القرية ماترك جزان الوحيد الذى لم يكن له وارث لأنه مقطوع من شجرة كما يقول اهل القرية ، وعادت الابل المائة لتوزع عليهم وتنقذهم من الموت والمرض وضياع الارض والمنازل ثمن الماء .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
ثمن الماء
جفت آبار الماء فى قرية ام حنين القابعة فى احضان الصحراء الواسعة والتى لاتتبع اداريا لأى اقليم من الاقاليم ولايصلها بالعمار الارحلات الابل الدائمة من والى اقرب المدائن التى تبعد عنها حوالى ثلاثمائة كيلومترا .
تأخذ الابل سبعة أيام كاملة للوصول الى ام حنين حاملة قرب ماء الشرب ، وقد انطلقت منذ اثنتى عشر يوما فيتبقى يومان على وصولها .. خشى الكبار على صغارهم من نفاذ الماء فاكتفوا برشفات صغيرة طوال الايام الماضية حتى لايهلك الصغار من العطش .
حوّل جزّان ابوزويله ابله المائة الى نقل الماء من المدائن الى قرية ام حنين ، وترك نقل البضائع لصغار الحمالين ، وبدأ فى فرض شروطه فلكى يأخذ كل فرد من ابناء القرية حصته من الماء عليه ان يدفع ثلث دخله .. قبل ابناء القرية الشرط وخصصوا بقية انصبة الدخل لدومه الفرهكلى تاجر الحبوب كى يأخذوا من صوامعه مايحتاجون لتطحنه النساء بالرحى فى بيوتهن ثم يقدمنه حافا بدون غموس أوتأتين بالملح من عبده المالح بقال القرية فى بعض الاحيان ، وقد اغلق سعد عنوّج بائع الكيروسين دكانه بعدما أقلع سكان القرية عن الشراء واكتفوا بوقود اخشاب الشجر والنخيل الذى ينبت شيطانى فى القريه ، كما رحل نعيم ابوفروة الزبال بعد الاستغناء عن خدماته لعدم وجود البقايا التى كان يدأب على فرزها واعادة تصنيعها لبيعها بالسعر الارخص ، ولم يجد ابناء ام حنين بقية من الدخل ليخصصوه لشراء بعض القماش الذى يستر العورات ، ورحل يوسف النمر طبيب القرية حاملا دوائه بعدما انتشرت الاوبئة .
اغلق الكتّاب الوحيد ابوابه واقلع الآباء عن تعليم ابناءهم القراءة والكتابة ولزم اهل القرية بيوتهم فتوقف الحمالون عن العمل .. جاء اليوم الثالث عشر من رحيل ابل ابو زويله وقد نفد مالدى اهل القرية من الماء وبلغ العطش نهايته فأوشك الصغار على الهلاك .
تجمع اهل القرية حول منزل جزان ابوزويله الذى مازال لديه مائة قربة من الماء فى مخزنه .. زاد رجاء اهل القرية بعدما لم يتبق شىء من الدخل ليعطوه له بعد الثلث الاول الذى اخذه من قبل ليأتيهم بالماء من المدائن فى رحلة الابل الاخيرة والتى تبقى يوم على عودتها .
بدأ جزان يساومهم على الارض فرفضوا .. ساومهم على البيوت فلم يلق قبولا .. قال : عليكم بانتظار الابل وستأتى بعد الغد .
- لكن الصغار سيموتون .
- وماذنبى انا ؟
- الماء لديك .
- انا دافع فيه دم قلبى .
ثار اهل القرية على جزان واقتحموا مخزن الماء وحمل كل واحد منهم قربته فسقط حزان ميتا حزنا على ثروته .. ورث اهل القرية ماترك جزان الوحيد الذى لم يكن له وارث لأنه مقطوع من شجرة كما يقول اهل القرية ، وعادت الابل المائة لتوزع عليهم وتنقذهم من الموت والمرض وضياع الارض والمنازل ثمن الماء .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق