من ش الجمهوريه متفرع من اول المساحه فيصل
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
7
عرق الغريق
يتصبب عرق صيام عبده درويش فى النصف الأخير من شهر طوبه فى قلب مياه النهر العتيق ، وهو يغطس ويطفو ويغرغر الماء من الفم والأنف .
تلف الأنوار المنكسرة داخل العينين الرأس فتفقد بعدها البؤرى لتكون غير محددة المعالم ، ولايستقر فى ذهنه سوى احتياجات عطيات الشماس الزوجة وعزيزه سلاّم الحماة وعدوى وزغلول وعيد وعفيفى وشحات ورضا آخر العنقود أولاده .
تقول عزيزه سلاّم الحماة : طوبه تخلى الصبيه كركوبه ، ولابد من وجود ملابس ثقيلة للستة أولاد والزوجة .. تتموج صورة الحماة لتحل محلها صورة الزوجة ، ومازال صيام عيد درويش يغطس ويطفو ويغرغر الماء رافعا يديه الى الأعلى مستسلما بعد أن جاوز الليل المنتصف .
تقول الزوجة عطيات الشماس : ان صادق عبد الجواد زوج جارتهم محاسن الريفى قد مات كافرا لأنه ألقى بنفسه فى قلب النهر بعدما عجز عن سداد ديونه .
تتداخل أصوات الستة صغار يطلبون من صيام عبده درويش مصاريفهم اليومية للمواصلات وشراء الكتب الخارجية والكشاكيل والدروس الخصوصية والأكل والشراب .. يعلو صوت عطيات مطالبة بأيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والماء والزبالة والغاز ليزيد عرق صيام المتدفق فى قلب ماء النهر فى السنة التى جاء فيها طوبة شديد المراس تاركا جليده فوق وجه النهر ليخترقه جسد صيام عبده كلما طفا وغطس وغرغر الماء .
احتال صيام على كبار التجار بشرائه لصفقة أجهزة كهربائية محدوده بالتقسيط على مفردات راتبه الضئيل بضمان أثنين من زملائه ، وباع هذه الأجهزة فور تسلمها ليسد بعضا من ديونه ، وحين عجز عن سداد القسط عاود الكرّة ليشترى بالتقسيط ويبيع بأقل من سعر الجملة ، ويسدد بعضا آخر من ديونه ويترك قسطا يسيرا للزوجة والحماة والستة أولاد فيعجز ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فيطارد من قبل الشرطة والتجار بتهم النصب وتسوقه قدماه الى النهر الكبير ، وحين يتوسط المسافة بين بداية الكوبرى الطويل ونهايته يصعد الى أعلى السور ويطير فى الفضاء ليسقط معانقا قاع النهر ثم يطفو ويغطس ويغرغر الماء من الفم والأنف .
يزيد عرق الغريق حتى يؤدى الى فيضان النهر الذى أغرق الوادى ، ولم يترك أثرا للأرض الجافة فصافح الصحراء لتتوه مياهه فى أوردة الأصفر الذى يصرخ من شدة العطش ، ويظل يروى ظمأه حتى يصير أخضر بلون الطحالب التى يحملها ماء النهر .. تقف حجارة الجبل العالى فى وجه النهر فلايستطيع التجاوز ليصمت الغريق وتتوقف قنوات عرقه عن التدفق .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
7
عرق الغريق
يتصبب عرق صيام عبده درويش فى النصف الأخير من شهر طوبه فى قلب مياه النهر العتيق ، وهو يغطس ويطفو ويغرغر الماء من الفم والأنف .
تلف الأنوار المنكسرة داخل العينين الرأس فتفقد بعدها البؤرى لتكون غير محددة المعالم ، ولايستقر فى ذهنه سوى احتياجات عطيات الشماس الزوجة وعزيزه سلاّم الحماة وعدوى وزغلول وعيد وعفيفى وشحات ورضا آخر العنقود أولاده .
تقول عزيزه سلاّم الحماة : طوبه تخلى الصبيه كركوبه ، ولابد من وجود ملابس ثقيلة للستة أولاد والزوجة .. تتموج صورة الحماة لتحل محلها صورة الزوجة ، ومازال صيام عيد درويش يغطس ويطفو ويغرغر الماء رافعا يديه الى الأعلى مستسلما بعد أن جاوز الليل المنتصف .
تقول الزوجة عطيات الشماس : ان صادق عبد الجواد زوج جارتهم محاسن الريفى قد مات كافرا لأنه ألقى بنفسه فى قلب النهر بعدما عجز عن سداد ديونه .
تتداخل أصوات الستة صغار يطلبون من صيام عبده درويش مصاريفهم اليومية للمواصلات وشراء الكتب الخارجية والكشاكيل والدروس الخصوصية والأكل والشراب .. يعلو صوت عطيات مطالبة بأيجار الشقة وفاتورة الكهرباء والماء والزبالة والغاز ليزيد عرق صيام المتدفق فى قلب ماء النهر فى السنة التى جاء فيها طوبة شديد المراس تاركا جليده فوق وجه النهر ليخترقه جسد صيام عبده كلما طفا وغطس وغرغر الماء .
احتال صيام على كبار التجار بشرائه لصفقة أجهزة كهربائية محدوده بالتقسيط على مفردات راتبه الضئيل بضمان أثنين من زملائه ، وباع هذه الأجهزة فور تسلمها ليسد بعضا من ديونه ، وحين عجز عن سداد القسط عاود الكرّة ليشترى بالتقسيط ويبيع بأقل من سعر الجملة ، ويسدد بعضا آخر من ديونه ويترك قسطا يسيرا للزوجة والحماة والستة أولاد فيعجز ثانية وثالثة ورابعة وخامسة فيطارد من قبل الشرطة والتجار بتهم النصب وتسوقه قدماه الى النهر الكبير ، وحين يتوسط المسافة بين بداية الكوبرى الطويل ونهايته يصعد الى أعلى السور ويطير فى الفضاء ليسقط معانقا قاع النهر ثم يطفو ويغطس ويغرغر الماء من الفم والأنف .
يزيد عرق الغريق حتى يؤدى الى فيضان النهر الذى أغرق الوادى ، ولم يترك أثرا للأرض الجافة فصافح الصحراء لتتوه مياهه فى أوردة الأصفر الذى يصرخ من شدة العطش ، ويظل يروى ظمأه حتى يصير أخضر بلون الطحالب التى يحملها ماء النهر .. تقف حجارة الجبل العالى فى وجه النهر فلايستطيع التجاوز ليصمت الغريق وتتوقف قنوات عرقه عن التدفق .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق