من ش الجمهوريه متفرع من اول المساحه فيصل
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
رغيف لحمه
يمسك هاشم عبد الرحمن الاسكافى بكتابه ويروح ويجىء بين أعمدة المسجد الزينبى يحفظ قصائد المتنبى فى المدح .. يجلس مستندا على قاعدة عامود رخامى ليستمتع ببرودة اتساع المسجد وكثرة مراوح السقف التى جعلت المسجد جنة فى حر يونيه القائظ .. يغلق هاشم الكتاب ويضعه الى جواره .. تصل الى أذنيه أصوات جلبة قادمة من خارج المسجد .. تتسع حدقتا عينيه فيملأها الزحام .. يندفع كل الجالسين أمام المسجد الى رجل يحمل حقيبة ويبدأ فى فتحها.. يحيط أبناء الست الطاهره بالرجل المحسن الذى يوزع صدقته بعضا من الورق النقدى وأرغفة من اللحمة .. يلتقط البعض الورق النقدى المتساقط ويلوك الآخر أرغفة اللحمة بنهم شديد .. تتكوم الأجساد ليعتلى القوى ظهر الضعيف حتى يفرغ الرجل آخر ما بالحقيبة
لايقوى هاشم على القيام للفوز برغيف يعينه على الحفظ فلقد خرج من غرفنهم ببدروم المنزل المواجه للسيدة زينب قبل أن يفطر لعدم وجود الافطار ومر على عبد الرحمن الاسكافى والده ليأخذ قرشين أوثلاثة يشترى بهم سندوتشا من الفول لكن الاسكافى لم يرزق منذ عدة أيام وكأن الناس قد استغنوا عن الاحذية ومشوا حفاة فى الطرقات
أنفض الجمع من حول الرجل المحسن فعاد الى سيارته التى أوقفها الى جانب مدرسة السنية للبنات بناصية شارع خيرت ... عاد الرجل المحسن بعيدا عن أنظار الجالسين خارج المسجد ودخل من الباب الخلفى المجاور للميضأة حاملا حقيبته الاخرى .. بدأ الرجل فى توزيع الصدقة على الجالسين بجوار الأعمدة وأسقط بين يدى كل جالس رغيفا من اللحمة ليوقظ الأحشاء الهامده فتحمد ربها وصنيع المحسن
وصل الرجل الى آخر الصف ليجد هاشم مشغولا بكتابه مع توقف عينيه ولسانه عن القراءة ... وضع الرجل الرغيف الى جوار هاشم وصلى ركعتين قبل حلول صلاة العصر
اقتطع هاشم خمس الرغيف وأكله لتلمع عيناه ويشتد عوده ويعاود السير بين أعمدة المسجد الزينبى ذهابا وأيابا حتى يتمكن من الفراغ من حفظ القصائد التى سيمتحن فيها فى الغد ..وضع أربعة أخماس الرغيف فى جيب البنطلون ليعطى خمسا لوالده وخمسا لأمه وخمسا لأخته وخمسا لافطاره فى اليوم التالى قبل أن يغادر المسجد فى تمام السابعة سيرا على الاقدام متوجها الى الكلية للامتحان خلف تمثال نهضة مصر بالجيزة ويعود مع الثالثة الى الحرم الزينبى فى انتظار رغيف آخر يوزعه على أسرته
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
خلف مدرسة الشهيد البطل احمد عبد العزيز
رغيف لحمه
يمسك هاشم عبد الرحمن الاسكافى بكتابه ويروح ويجىء بين أعمدة المسجد الزينبى يحفظ قصائد المتنبى فى المدح .. يجلس مستندا على قاعدة عامود رخامى ليستمتع ببرودة اتساع المسجد وكثرة مراوح السقف التى جعلت المسجد جنة فى حر يونيه القائظ .. يغلق هاشم الكتاب ويضعه الى جواره .. تصل الى أذنيه أصوات جلبة قادمة من خارج المسجد .. تتسع حدقتا عينيه فيملأها الزحام .. يندفع كل الجالسين أمام المسجد الى رجل يحمل حقيبة ويبدأ فى فتحها.. يحيط أبناء الست الطاهره بالرجل المحسن الذى يوزع صدقته بعضا من الورق النقدى وأرغفة من اللحمة .. يلتقط البعض الورق النقدى المتساقط ويلوك الآخر أرغفة اللحمة بنهم شديد .. تتكوم الأجساد ليعتلى القوى ظهر الضعيف حتى يفرغ الرجل آخر ما بالحقيبة
لايقوى هاشم على القيام للفوز برغيف يعينه على الحفظ فلقد خرج من غرفنهم ببدروم المنزل المواجه للسيدة زينب قبل أن يفطر لعدم وجود الافطار ومر على عبد الرحمن الاسكافى والده ليأخذ قرشين أوثلاثة يشترى بهم سندوتشا من الفول لكن الاسكافى لم يرزق منذ عدة أيام وكأن الناس قد استغنوا عن الاحذية ومشوا حفاة فى الطرقات
أنفض الجمع من حول الرجل المحسن فعاد الى سيارته التى أوقفها الى جانب مدرسة السنية للبنات بناصية شارع خيرت ... عاد الرجل المحسن بعيدا عن أنظار الجالسين خارج المسجد ودخل من الباب الخلفى المجاور للميضأة حاملا حقيبته الاخرى .. بدأ الرجل فى توزيع الصدقة على الجالسين بجوار الأعمدة وأسقط بين يدى كل جالس رغيفا من اللحمة ليوقظ الأحشاء الهامده فتحمد ربها وصنيع المحسن
وصل الرجل الى آخر الصف ليجد هاشم مشغولا بكتابه مع توقف عينيه ولسانه عن القراءة ... وضع الرجل الرغيف الى جوار هاشم وصلى ركعتين قبل حلول صلاة العصر
اقتطع هاشم خمس الرغيف وأكله لتلمع عيناه ويشتد عوده ويعاود السير بين أعمدة المسجد الزينبى ذهابا وأيابا حتى يتمكن من الفراغ من حفظ القصائد التى سيمتحن فيها فى الغد ..وضع أربعة أخماس الرغيف فى جيب البنطلون ليعطى خمسا لوالده وخمسا لأمه وخمسا لأخته وخمسا لافطاره فى اليوم التالى قبل أن يغادر المسجد فى تمام السابعة سيرا على الاقدام متوجها الى الكلية للامتحان خلف تمثال نهضة مصر بالجيزة ويعود مع الثالثة الى الحرم الزينبى فى انتظار رغيف آخر يوزعه على أسرته
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين بالتفزليون.. مدير عام والتانى غرق
على وش وكيل وزاره وابقى قابلنى
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق