الأحد، 1 نوفمبر 2020

 ليمون هند سعاده


من شارع الجمهوريه اول فيصل

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات


ليمون هند سعاده


يقطف الصغار الثمار من ليمون هند سعاده  فتدمى الأشواك أيديهم ويطاردهم عوّاد شلبى خفير شجر الليمون بواحة هند سعاده  حتى يبعدهم ويظل يلعن آبآءهم كى ترضى عنه الست هند سعاده  صاحبة الواحة والتى ورثتها مع خمسمائة شجرة ليمون فلاتطرده كما فعلت مع عشرة خفراء قبله .

تنظر هند  من باب خيمتها الى الفروع المتكسرة من شجرة الليمون بأسى وتأمر عواد بقطعها حتى لاتذكرها بأول مرة تعلقت فيها بفرع شجرة الليمون الطويلة وكانت فى سن الثانية عشر وأوسعها الخفراء ضربا لتخلفها عن الهرب مع أشقياء الحى الصغار ، ولم يخلصها من أيديهم غير حفظى هديتى صاحب الواحة وشجر الليمون  الذى قرر أن يتزوجها بعد عامين من تلك الحادثه فطار عقل عبده الحداد والدها من الفرح وأوشك أن يجن مع امها سعاده المناديحى . .

كادت رياح الخماسين أن تقتلع شجر الليمون من جذوره فأحكمت هند اغلاق مداخل خيمتها  فى وجه الرياح ليرحل حفظى هديتى فى هدوء وسكينة مودعا هند سعاده موصيا لها بتركته ووصية على  أخواته الثلاث حياة ورشديه وتحيه القليلات الحيلة كما ورد فى وصيته  .

عشقت الثلاث أخوات الصغيرة الجميلة التى لم تزل بنت بنوت فلم يقو حفظى على الدخول بها .. تقاوم شجرة الليمون الرياح فتتمايل يمينا ويسارا ، ولم تستطع تحيه أصغر أخوات حفظى أن تقاوم الفقر بعد اهمال هند سعاده لها ولاختيها  فباعت  آخر قطعة ذهبية كانت فى حوزتها ، ورحلت لتلحق بأختيها وأخيها .

قررت هند أن تحوّل خمس الواحة الى بحيرة صناعية تستمد مائها من الخمسة آبار ورثها من هديتى  بعد وفاة أمها وأبيها فتحلقن حولها كل نساء الحى والاحياء المجاورة  يعددن محاسنها فجاءت هند بعشرات الصغيرات من تل الحلب  الذى ولدت  به  لتقدمهن لمضيفاتها اللاتى طرن من الفرح وانصرفن عن هند لتنال قسطا من الراحه .

تمصمص هند شفتيها وهى تنظر الى شجر الليمون الذى يتوسط مدخل الواحة فيسد طريق الداخلين لينعطفن يمينا أويسارا الى خيمة هند سعاده بواحة  حفظى هديتى  حيث تستقبل ضيوفها .. أخذت النساء صغيرات هند بنت البنوت الى خيمهن واحتفظت كل سيدة بواحدة وأقلعن عن الحضور الى هند التى ذبل جمالها وغطت التجاعيد وجهها .

تجزل هند العطاء للخفير عواد شلبى ليأتيها بصغلر  بنات الحلب  فلايفلح فتلهب ظهره بلعناتها التى لاتنقطع ليل نهار .. تتقطع آهات شجر الليمون القديمة ثم تصمت مع نجاح رياح الخماسين فى اقتلاعها فتنهمر دموع هند سعاده  الغزيرة وتسقط بنت البنوت خلف باب خيمة حفظى هديتى  كما سقطت اشجار الليمون التى عرفت بين ابناء الواحة  بليمون هند سعاده.  . 

قصة قصيرة ل / محمود حسن فرغلى 

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق