نخيل ليل
من شارع الجمهوريه اول فيصل
بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى
زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات
والمخدرات
نخيل ليل
يعكس سعب نخيل الليل الكثيف ضوء القمر ليصل الى عيون محبيه فينطلقون وسط الظلام كى يحتل كل منهم مكانه .. يلتف الشباب حول نخيل الليل .. يتزاحمون .. يتدافعون .. بزحزحزح كل منهم الآخر ليأخذ مكان صاحبه .. يقتربون من جذوع نخيل الليل المظلمة المنزرعة بامتداد الدروب الطويلة . تنتظر عشرات الآلاف من العيون اللامعة المخيفة لحظة ميلاد سعب نخيل الليل الدقيقة الملقح طلعها من فحل نبات البانجو .. تثمر النخيل مابين التمر ونبات البانجو فى الربع الأول من الليل .. تستعد الصفوف الأولى للتسلق .. يحتضن اول كل صف جذع النخلة التى أمامه فلاتتمكن زراعاه من احتوائه .. يستخرج الأول أظافره الطويلة ويغرسها فى لحم النخلة .. يبدأ نقل أظافر اليد اليمنى مع أظافر القدم اليسرى ثم اليسرى مع اليمنى حتى يصل الى بداية الجريد المثمر فيخف وزنه كى يتمكن من جنى ثمار نخل الليل اللزج .. يبدأ الأول فى التقاط الثمار ولايتوقف فيسيل ريق الثانى ويتدفق ريق الثالث فى الصف انتظارا لأدوارهم .
تنسدل عيون الأول الشديدة الجحوظ ، ويكف الخبط عن دماغه فيقل انغراس أظافر الأقدام فى لحم الجريدة المثمره ويثقل الشاب فيتأرجح الجريد حتى يسقط الثمل من ارتفاع خمسة أمتار فيرتطم بوجه الأرض ايذانا ببداية رحلة الشاب الثانى فى الصف .
يسرع الثالث ليبعد الجسد الساقط على الأرض بعيدا عن الصف حتى لايعرقل تقدمه خطوة فى المسار .. ينظر الثانى الى الجريدة الأولى فلايجد ثمرة واحدة وتلهث عيناه بحثا عن الجريدة الممتلئة .. يواصل الثانى تسلقه حتى يصل الى الهدف .
يدفع الرابع الثالث الذى أمامه ليزيد التصاقه بالجذع فيتوحد وتقل نسبة خفقان القلب وسرعة تدفق الدماء فى الأوردة .
لايقوى الثانى الممتطى جريدة النخلة على ابتلاع نصف الثمار ويهوى الى الأسفل من ارتفاع سبعة أمتار ليحل محله الثالث فى الأعلى ، ويبعد الرابع الجسد الممدد عن الطريق ويتقدم خطوة فيحتل الأخير مكان السابع والتسعين بدلا من المائه .
يبدأ الربع الثالث من الليل فيكثر ثمار نخيل الليل وتواصل الصفوف الواقفة أمامها تسلق المائة نخلة ويزيد المتساقطون من العشرة آلاف شاب .
تقترب لحظة الذروة لأثمار نخل الليل فى الربع الأخير من الليل ولاتقوى الجريد على حمل ثمارها فتساقطها لتتخلخل الصفوف وينطلق نصف الواقفين ليلتهم الثمار المغمور بتراب الأرض .. تثقل عيون الواقفين أسفل النخيل فتسقط عليهم الأجساد المتسلقة وتتكوم الأجساد حتى نهاية الربع الأخير من الليل الذى يؤذن بخلو نخيل الليل من ثماره فترسل الشمس أول أشعتها لترفع ستار الظلام ويغطى النوم العشرة آلاف جسد فى منتصف الثلث الأخير من قاع الكرة الأرضية التى لاتتوقف عن الدوران لتأتى بالليل ثانية فيثمر نخيل الليل ولايكف الشباب عن تسلقه.
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق