الأربعاء، 9 أبريل 2025

 طواحين الهواء

=======

العطش وسنينه

=====

(49)

====

من أمام مدرسة الشهيد ش  الجمهوريه اول فيصل

المسدود بالمدرسة من ناحية ومحطة مجارى كفر طهرمس من الناحية الاخرى

بين شارعى شريف وسعودى الصناديلى

زمن الكورونا و الالعاب الناريه والمفرقعات

والمخدرات

======

طواحين الهواء

=======

العطش وسنينه

=====

(49)

====

تلف أحجار الطواحين المستديرة المتحركة فوق الثابتة وتدور لتحوّل حبوب القمح الذهبية اللون الى الأبيض تلفظه فتحات المنتصف فى مقاطف نساء تل لايمه .. يواصل الهواء ادارة المراوح الضخمة التى تدير السيور الممسكة بأيدى الأحجار الضخمة المتحركة فوق الثابتة فيتم الطحن بطواحين تميره السبع التى تفصل بين حضر لايمه وتلها.

يملأ العمال القواديس بحبوب القمح والذرة الشامى والعويجة والشعير من أعلى الفوهات الصاج الواسعة التى تضيق كلما  اتجهت الى أسفل حتى يقل المتسرب من الحبوب فتتمكن الأحجار من طحنه ، وتغادر نساء التل  الى خيامهن لتعجن الدقيق وتأتى غيرهن بالحبوب الجديدة كى تأخذن دورهن فى المطاحن السبعة

تتوقف المروحة الأولى التى تدير أكبر المطاحن السبعة فى بر شرق الصحراء الكبرى ، ولايتمكن الهواء مع قوة اندفاعه فى موسم الرياح أن يدير المروحة القديمة .. صعد عمال صيانة الى المروحة وأفرغوا عشرة من صفائح الزيت فى جوف المروحة لتكتسب التروس سيولة فى الدوران لنقل الحركة الى الأسفل .. نزل العمال وظلوا ينظرون الى أعلى حيث المروحة العنيدة التى أصرت على عدم الحركة للوهن والتعب الذى أصابها من اللف والدوران عشرات السنين .. لم تقو المروحة على الحركة فقد تمكن الصدأ من احداث جرح غائر فى العمود الذى تلف حوله المروحة

أغلقت الطاحونة الأولى أبوابها فى وجه نساء التلال  اللاتى انصرفن الى الطواحين الستة المتبقية غير أن المروحة الثانية فقدت ثلاثا من ريشها الطويلة ، ولم يتبق سوى اثنتين عجزتا عن تدوير أحجار الطاحونة الثانية لتلحق بأختها الأولى .. عزّ على اربعة أخريات أن يتركن الأثنتين وحيدتين فانضممن اليهن واغلقت أبوابهن

قرر صاحب الطواحين أن يحمّل خسارته فى توقف الستة طواحين على أجر طحن الحبوب للنساء القادمات من كل الأنحاء واللاتى فوجئن بالأجر الجديد فضربن على صدورهن وشهقن مما أدى الى شفط كل الهواء المحيط بالمروحة السابعة التى توقفت ليتوقف معها قلب صاحبها.


قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى

عضو اتحاد الكتّاب

عضو نقابة المهن السينمائيه


mahmoudhassanfarghaly@yahoo.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق