الأحد، 24 يوليو 2016

صالة الوصول
تزدحم صالة الوصول عادة فى المواسم والاعياد فتمتلىء بالعائدين عن آخرها .. تتوه الملامح وتتداخل الصور فى عيون مراقبى الحركة ومفتشى الحقائب للتأكد من خلوها من الممنوعات .. تزيد لمياء المناديلى من رحلاتها فى هذه المواسم حتى لاتلفت الانظار الى ماتحمل من ثمين غال خبأته فى أكثر من موقع فاذا ماتم ضبط موقع نجا الآخر ، وستعوّض مافقدته فى المرات القادمة وهى عديدة لقدرتها الغير عادية على المرور .
استقبلت لمياء استقبال الفاتحين فى صالة الكبار فلقد اصبحت شخصية معروفة لدى العاملين بالصالة منذ شوهدت أكثر من مرة تصافح العديد من الشخصيات العامة فى الهيئات والمؤسسات الدولية .
بدأت لمياء هذه الرحلة منذ شهر مضى واصطحبت معها زوجها وأولادها لقضاء الصيف فى الجنوب الاسبانى .. خبأت لمياء خمس ورقات من فئة المليون الملون بالاخضر ومستنداتها فى جيب خفى بحقيبة يدها .. تجولت الاسرة فى مختلف انحاء اوروبا وفى قلب جزيرة فى وسط البحر الابيض  .. تمكنت لمياء من تغيير الاوراق الخمس وحولتهم الى رصيدها ليصبح اجمالى التغيير خمسة وثلاثين مليونا .. سيسترد التجار الكبار خمسة من كل ورقة ويتركوا لها اثنين ليصبح لديها عشرة ملايين حصيلة رحلة الذهاب بعدما أخذوا منها شيكات بالمبالغ سيتم تمزيقها بعد الاستلام .
تمكنت لمياء من شراء شقة فى لندن بمليونين لتضاف الى قائمة ممتلكاتها المتناثرة فى باريس وبرلين وفيينا ونيويورك والتى تقوم على تأجيرها مفروشة للدارسين العرب المقيمين هناك أثناء دراستهم .. ستعود هذه المرة ايضا بحصيلة ايجار ستة شهور .
اطمأنت لمياء على سلامة مرورها عبر صالة المغادرة للألفة التى صارت بينها وبين الموظفين فأقدمت على شراء صفقة من الالماظ بمليونين ، وجاء ممولوها بفستان زفاف وبدلة عريس ووضعوا الشحنة فى بطانة البدلة والفستان بدقة متناهية مما سيجعل من الصعب اكتشاف وجودها لتغطية كل قطعة بعازل بلاستيكى شفاف يمنع البوابة الاليكترونية من اصدار انذاراتها فتمر بسلام .. تم شحن قطع الغيار فى الطرود الضخمة لتملأ محلاتها الكثيرة والمتناثرة فى انحاء المدينة الكبيرة .. لم يخبر الممولون لمياء بوجود شحنة  الهيروين فى بعض قطع الغيار المؤمنة جيدا وكعبى حذائها الجديد الذى ترتديه استثمارا لسلامة مرورها الدائم .
انطلقت لمياء تصافح الشخصيات الهامة وسط زحام العائدين ، وهى لاتعرف منهم أحدا وتحيى بايماءات من عينيها الموظفين حتى تمكنت من العبور بفستان وبدلة يحملان شحنة الالماظ وسارت على نصف مليون آخر كان فى كعبى الحذاء ، وبمجرد أن خرجت أخبرها الممولون عن الشحنة الضخمة التى فى حوزتها فأوشكت أن تسقط لكنها تماسكت استعدادا لرحلتها القادمة .

قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق