الأحد، 24 يوليو 2016

الزغلولى
يرقص لطيف زغلولى على أنغام فرقته المحدوده مجسدا العديد من الشخصيات التى يألفها الصغار فيضحكون كثيرا حتى يقعون على ظهورهم ، ويرددون من الأعماق زغلولى .. زغلولى ، ليمنحهم المزيد من الحكايات .
تعلم لطيف فن التهريج على يدى مراد فيّاض أشهر مهرج شهدته التياتروهات طوال فترة حكم السلطان حسين كامل وبالتحديد منذ اندلعت الحرب العالمية الأولى حتى جاء السلطان أحمد فؤاد .
يواصل لطيف لصق لوحاته التمثيلية ببعضها البعض ، ويلون صوته بأصوات ممثلينه فيقهقه الصغار .. تمكن لطيف من زحزحة استاذه مراد فياض بعد عودته من رحلته السرية من أعالى الجبال ليأتى بأكياس الكوكايين ويدسها فى حجرة مراد بالتياترو ويبلغ الشرطة عنه فيتم القبض عليه .
تسلل لطيف زغلولى الى قلب سلمى شمعو زوجة مراد وأصبح رجلها الوحيد الذى يدير لها شئون التياترو فنسيت سلمى زوجها الذى رحل هادئا فى السجن بعد رحلة طويلة مع المرض ، وقويت شوكة لطيف الذى تمكن من انتزاع توقيع سلمى على توكبل عام رسمى وأخذ فى الرقص على خشبة مسرح التياترو .
يمسك لطيف بطرطوره الملون ويثبته فوق رأسه ليتركه يرقص بعد ذلك عن طريق خيط ثبته فى ظهره فيقلده الصغار .
يبيع لطيف كل أملاك معلمه مراد دون علم أرملته سلمى فتسقط لتلحق بزوجها ويبيع زغلولى التياترو لنفسه ، ويتزوج بروز بنت مراد التى تعجب بسلام حماد الفتى الريفى الذى يذكرها بشباب زوجها فتعشقه حين يتقرب من زغلولى ليتعلم منه الكثير حتى يتفوق عليه فتلد روز ابنتها مى .
يرقص لطيف ويغنى ويندس بين الأطفال ليشاركوه اللهو فيزيد الطلب عليه فى كل قصور وبيوت الباشوات والبكوات والأعيان ، ويردد الصغار اسم زغلولى بين جنبات القصور .
تفرغ روز خزينة زغلولى على عشق سلام الذى يفرط فى اعطائها جرعات منتظمه من الكوكايين حتى تدمنه .. ترتدى مى بنت روز وزغلولى رداء المهرج الصغير لتساعد أبيها الذى قلّت حركته فيزيد ضحك الصغار وينشرح قلب لطيف بقدرات صغيرته فيحتضنها .
تقبل روز قدمىّ سلاّم كى يمنحها شمة كوكايين من حافظته الممتلئة فيشترط حصوله على توقيع زغلولى على عقد بيع التياترو وهو نائم فتقبل .
تتأكد روز من نوم زوجها لطيف وابنتها مى فتتصل بسلام الذى يجىء حاملا عقده وعلبة الكوكايين ثمنا للتياترو .. تتناول روز يد زوجها وتضع القلم بين أصابعه فيوقع ، ومع الشمة الأولى يعلو صوت عطسها فتستيقظ مى ولطيف ليفاجئآن بسلام ممسكا عقد شراء التياترو مقابل علبة الكوكايين التى تسحب روز منها المزيد حتى تفرغها فتجحظ عيناها مع آخر شمه .
ينهى لطيف عرضه مع ابنته فيغادر قصر حجى باشا تاركا خمسا من الراقصات اللاتى كن يعملن معه فى التياترو وفضلن البقاء معه بعيدا عن سلام حماد .. يسب لطيف رحلته السرية فى ليلة رأس السنة التى تسببت فى وصوله الى هذه الحاله .
يمسح زغلولى الأصباغ من على وجه ابنته ووجهه مارا بتياترو مراد فياض الذى تم تغيير يافطته الى سلام حماد بعدما حملت اسم لطيف زغلولى لفترة طويله ، ومازال اسمه يردده الصغار حتى الآن .
قصة قصيرة بقلم / محمود حسن فرغلى
عضو اتحاد الكتّاب
عضو نقابة المهن السينمائيه
كبير مخرجين مدير عام بقطاع التليفزيون المصرى
باتحاد الاذاعة والتليفزيون


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق